دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- طبقة من السحب الكثيفة التي تكاد تعتقد أنه يمكنك المشي فوقها.. إليك السر وراء "السحب المنخفضة" التي وثقها هذا المصور السعودي بشكل ساحر.
وفي هذه الأيام، تحتضن جبال منطقة عسير في المملكة العربية السعودية ظاهرة جذّابة يصفها البعض بأنها "بحر من السحاب"، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" في نهاية يوليو/تموز من هذا العام.
بين جبال السروات
وكان المصور السعودي، عبدالله الزهراني، الذي اتخذ من التصوير هواية له منذ عام 2013، من الأشخاص الذين جذبتهم هذه الظاهرة، إذ أنه وثقها بين جبال السروات في منطقة الباحة مؤخراً.
وخلال أعماله، تبدو المرتفعات وكأنها مطلة على مسطح لا نهائي يتكون من الغيوم البيضاء.
ورغم انتشار العديد من الصور المُبهرة التي توثق هذه الظاهرة، إلا أن المصور أكّد في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "رؤيتها بالعين المجردة أفضل من رؤيتها عبر الصور بكثير، فالمشهد جميل جداً".
وعند سؤاله عن أفضل وقت لزيارة وتوثيق السحب، قال الزهراني إن الساعات المختلفة توفر فرص تصوير لمشاهد مختلفة، ومتنوعة.
وإذا تأخر المصور في تصوير المشاهد أمامه لـ 10 دقائق على سبيل المثال، لكان قد وجد أمامه منظراً مختلفاً، ولربما تحركت السحب لتغطي المساحات الخضراء التي تظهر في صوره.
وينصح المصور الراغبين برؤية الظاهرة وتوثيقها بزيارة المنطقة في نهاية شهر يوليو/تموز، إلى منتصف أغسطس/آب.
وتتراوح ردود الفعل على صور الزهراني من التعجب، إلى عدم تصديق وجود هذه المشاهد في المملكة. ويتشجّع البعض على التواصل مع المصور نفسه لمعرفة اتجاهات إلى الموقع الذي صور منه.
كيف تتشكل هذه الظاهرة؟
وتُدعى هذه الظاهرة بـ"السحب المنخفضة"، وأشارت وكالة الأنباء السعودية إلى أنها تجذب آلاف المتنزهين.
وكشف خبير مؤخراً عن السر وراء هذه الظاهرة الأخاذة.
ويرتبط التفسير العلمي لهذه الظاهرة بآلية تشكل الضباب والسحب، بحسب ما قاله خبير المناخ، الدكتور عبدالله المسند، للوكالة.
ومع أن آلية تشكلهما واحدة تقريباً، إلا أن الضباب يكون فوق سطح الأرض مباشرة، في حين يكون السحاب مرتفعاً في السماء.
وبما أن ارتفاع جبال السروات يتجاوز ألفين متر فوق سطح البحر، ويمكنه أن يفوق 3 آلاف متر في بعض الأحيان، فيُحيط بهذه القمم وديان سحيقة تتشكل فوقها أحياناً بعض السحب المنخفضة عندما تتوفر شروطها.
وتكون السحب المنخفضة قريبة من سفوح الجبال، وقممها المرتفعة، وليست في أماكن مستوية كالهضاب، والسهول.
وأما الضباب، فهو يحدث في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، أي فوق سطح الأرض، ويرتفع حتى يصل أحياناً إلى ألف متر، وفقاً للوكالة.
ويتزايد الضباب في الأرياف، وبالقرب من المسطحات المائية، وفي أعقاب أمطار غزيرة يتبعها انخفاض في درجة الحرارة إلى مستوى نقطة الندى، أو التكاثف.