دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من المؤكد أنك رأيت هذه القرية من قبل خلال مشاهدة أحد الأفلام الهوليوودية، وفيها قصر من الطين بجمال يحبس الأنفاس في المغرب.
ويُعد قصر أو قصبة "آيت بن حدو" نوعًا من المساكن التقليدية المنتشرة في الصحراء، وهو عبارة عن مجموعةٍ من الأبنية المصنوعة من الطين والمحاطة بالأسوار، بحسب ما ذُكر بموقع "اليونيسكو".
وتتجمع المنازل داخل هذه الأسوار الدفاعية المُعززة بأبراجٍ داعمة. ويشكّل قصر "آيت بن حدو" الذي يقع في إقليم ورززات، خير نموذج للعمارة الأصيلة في جنوب المغرب.
وتطل قصبة "آيت بن حدو" على وادي اونيال لتؤثر على الروح بجمالها، وقد تم تسجيل مجموعة القصبات هذه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو"، وهي تُعد من أقدم وأروع القصور بالمغرب، وفقًا للمكتب الوطني للسياحة في المغرب.
ومنذ عام 1984 أصبحت مدينة ورزازات المغربية مرتبطة بالسينما وصناعتها، وساعدت الظروف المناخية، والمشاهد الجغرافية، والحيثيات الاقتصادية المثلى السائدة في هذه المنطقة، باتخاذها من قبل العديد من الاستوديوهات العالمية كوقع لتصوير الأفلام السينمائية.
وقد خلّد هذا الموقع في أفلام مثل "لورانس العرب"، و"أستريكس و أوبليكس: مهمة كليوبترا"، و"بابل"، أو"إنديانا جونس"، و"غلادياتور"، وآخرها مسلسل "صراع العروش"، ويعتبر جوهرة خام استخرجت من الصخور المحيطة بها، واليوم يمكن زيارة ديكورات هذه الأفلام المشهورة.
هندسة تقليدية
ويُعد قصر "آيت بن حدو" معلمًا بارزًا للهندسة التقليدية السائدة، وصُنف بدوره ضمن الإرث الإنساني العالمي الخالد من قبل "اليونيسكو"، ويحظى بإطلالة بانورامية خلابة على واحة النخيل، والنجود الصخرية الصحراوية، وجبال الأطلس، وفقًا لموقع "اكتشف المغرب".
وشُيد أول مبنى منذ القرن الحادي عشر، وهو عبارة عن مخزن على قمة التل، ثم بعد ذلك طُور الموقع ببناء منازل، ومخازن، وإسطبلات، وكذلك بئر، وجدار حماية.
وتثير الهندسة المعمارية لهذه القرية التي تقع على بعد 30 كيلومترًا من مدينة ورززات الاهتمام، إذ أن جدرانها الخارجية لا تتوفر إلا على عدد قليل من النوافذ الصغيرة، ويتواجد بابان لمراقبة الداخل والخارج. وتتقاسم الساحة العمومية، ودار القران، بالإضافة إلى المنازل، المساحة في الداخل.
وخلال رحلته، بحث المصور الأمريكي كايل ميلر عن مواقع فريدة من نوعها بعيدة عن المدينة لقضاء وقت أكثر أصالة في المغرب، ما دفعه لزيارة قصبة "آيت بن حدو" وفقًا لما ذكره لموقع CNN بالعربية.
ويرى كيلر أن القصر يبدو وكأنه من زمن آخر، مضيفًا: "فور دخولك إليه، يمكنك رؤية هذا الارتباط بين المباني والأرض التي شيدت فوقها تلك المباني".
ويشير كيلر إلى أن التواجد في الموقع يمنحك شعورًا لا يصدق، بعكس أي شيء رأيته من قبل.