دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كتبت محافظة الأقصر مشهد النهاية لقصر توفيق باشا أندراوس المطل على نهر النيل بمدينة الأقصر، جنوب العاصمة القاهرة، بالبدء في هدم القصر الشهير لحجبه بانوراما معبد الأقصر من الجانب الغربي.
وانتقدت القائم بأعمال عميد كلية الآثار في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري مونيكا حنا، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قرار إزالة قصر توفيق أندراوس باشا التاريخي، إذ قالت: "هدم قصر أندراوس خسارة تاريخية للتراث يستلزم معه تشكيل رأي عام قوي يتصدى لهذا الأمر، خاصة وأن البعض لا يعلم قيمة هذا المبنى التاريخي".
وأوضحت حنا أن عدم تسجيل المبني كأثر أو تراث هو مسؤولية وزارة الآثار والمركز القومي للتنسيق الحضاري، إذ أن من ضمن مهام عملهم هو تسجيل هذه المباني وحماية التراث والآثار والمباني التاريخية، وليس التنصل من حمايته (القصر) كونه ليس مسجلاً.
من جهة أخرى، قال العميد طارق لطفي رئيس مدينة الأقصر، في تصريحات إعلامية، إن قرارًا صدر بإزالة القصر لأنه آيل للسقوط، ليُنهي بذلك الجدل الذي صاحب هذا القصر طوال 124 عامًا منذ بنائه، رغم معارضة البعض باعتباره من بين إحدى المباني التراثية الشهيرة بالمدينة، إذ كان من الضروري ترميمه وليس إزالته.
وبحسب ما نشر ببعض وسائل الإعلام المحلية، أنشأ توفيق باشا أندراوس عددًا من القصور القيمة التاريخية النادرة منها هذا القصر بمحافظة الأقصر عام 1897، وكان يضم مجموعة من القطع الأثرية نقلت منذ 20 عامًا إلى مخازن للآثار.
وشهد هذا القصر طوال تاريخ بنائه على مدار 124 عامًا العديد من المواقف الجدلية بدايةً من استقباله الزعيم سعد زغلول عام 1921 عندما منعت الحكومة وقتها الباخرة التي يستقلها زغلول للرسو على أي شاطئ إلا أن "أندراوس" أصر على استقباله بالقصر.
وضمت قائمة ضيوف قصر أندراوس إلى جانب سعد زغلول العديد من المشاهير من بينهم الأمير إمبرتو ولي عهد إيطاليا والعديد من الزوار عقب اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون.
واستمرت المواقف الجدلية في الألفية الحالية. ومنذ 8 سنوات بالتحديد أي في عام 2013، عُثر على جثتي ابنتي توفيق باشا أندراوس صوفيا ولودي داخل قصرهما دون معرفة المتسبب في الحادث، وبعدها بسنوات قُبض على بعض الأشخاص خلال محاولتهم التنقيب أسفل القصر.
الجدل حول هدم القصر
وأثار هدم قصر أندراوس الكثير من الجدل، إذ انتقد البعض هدم المبنى التراثي الشهير بموقعه المميز المطل على نهر النيل، وطالبوا بضرورة وقف أعمال الهدم على أن يتم ترميم المبنى للحفاظ عليه، في حين بدأت الحكومة المصرية أعمال الهدم بعدما أثبتت لجنة المنشآت الآيلة للسقوط أن المبنى غير سليم وآيل للسقوط وفيه خطورة كبيرة، بحسب ما ذكرته بعض الوسائل الإعلامية.
وأوضحت حنا أنها ضد الجدل الدائر بشأن ما إذا كان المبنى تراثي أم أثري، لافتة إلى أن الاثنين شيء واحد، ومؤكدة على ضرورة وجود قانون يسجل كل المباني التاريخية دون تفريق.
وردًا على إزالة القصر لحجبه الرؤية عن معبد الأقصر، أشارت حنا إلى أن "قصر أندراوس باشا لا يتعدى على معبد الأقصر، فهو بُني منذ أكثر من 120 عامًا، بينما أن القانون الصادر لهدم القصر صدر عام 1983، ولا يمكن تطبيقه بأثر رجعي".
وحول التحرك لوقف هدم قصر أندراوس، رأت حنا أن قرار إزالة قصر أندراوس تزامن تنفيذه مع إجازة مجلس النواب، ما يصعّب مناقشة القرار داخل البرلمان في الوقت الحالي، خاصة وأن أول جلسة انعقاد ستكون في مطلع سبتمبر/أيلول، موضحة أن بعض النواب يرفضون القرار.