دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد لا يتمكن المسافرون الصينيون الأثرياء من السفر دولياً بسهولة هذه الأيام، ولكن، تزدخر بلادهم بوجهات سفر جذابة.
ويبدو أن البلاد تستعد لزيادة جديدة في السفر المحلي قبل عطلة "الأسبوع الذهبي" في أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقاً لتقرير صادر عن أكاديمية السياحة الصينية، توقع القطاع 4.1 مليار رحلة محلية تقريباً في عام 2021، ويعكس ذلك زيادة بنسبة 42% مقارنةً بعام 2020.
كما أظهر مسح سنوي لأصحاب الثروات الصافية العالية أجرته شركة الأبحاث الصينية "Hurun Report" أن الاهتمام بالسفر المحلي، قفز بنسبة 31% على أساس سنوي، وقال 44% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يخططون لزيادة إنفاقهم على السفر.
وبسبب تمتع الصين بمساحات شاسعة للغاية، أكّدت الرئيسة التنفيذية لشركة "L' VOYAGE" التي تقدم خدمة الطائرات المستأجرة الخاصة، جولي هوارد، لـCNN: "هناك العديد من اللغات، والثقافات، والأطعمة المختلفة أيضاً، إذ تنمو أشياء مختلفة في مناطق مختلفة".
ويقع مقر الشركة في هونغ كونغ.
الوجهات المفضلة
وكانت "سانيا"، وهي عبارة عن منطقة استوائية في جزيرة "هاينان" جنوب الصين، الوجهة الأكثر شعبية بين المسافرين المحليين الأثرياء، بحسب تقرير "Hurun Report" لعام 2021.
وتمتلئ هذه الوجهة، التي يُشار إليها غالباً بـ"هاواي الصين"، بالمنتجعات الفاخرة.
وتحتل"يونان" المرتبة الثانية، وهي منطقة جبلية تحتضن مدناً قديمة، إضافةً للغابات، ومزارع الشاي.
واحتلت التبت وشينجيانغ المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي.
ولكنهما غالباً ما يتصدران وسائل الإعلام الغربية لأسباب لا تتعلق بالسياحة، فهما يخضعان لتدقيق دولي مكثف بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة فيهما.
وكوجهة سفر، تتمتع التبت بمناظر جبال الهيمالايا الرائعة، والأديرة القديمة، والمأكولات اللذيذة.
وتشتهر مقاطعة شينجيانغ في أقصى غرب الصين بصلاتها القديمة بتجارة طريق الحرير، وثقافة الأويغور.
وتحتل سيتشوان، المشهورة بمحميات الباندا العملاقة، والمتنزهات الوطنية، المرتبة الخامسة.
لم اختيرت هذه الوجهات؟
وأشارت مديرة الأبحاث من وكالة التسويق الرقمي "Dragon Trail" التي تركز على الصين، مينغفان وانغ، لـCNN إلى أن التجارب في الهواء الطلق، وسياحة المغامرات كانت من الصيحات الرئيسية، عندما يتعلق الأمر بانتعاش السياحة المحلية.
وبحسب ما ذكرته المتحدثة باسم مجموعة "Trip.com"، ويندي مين، شهدت المجموعة ارتفاعاً طفيفاً في الحجوزات لوجهات مثل "ديزني لاند" في شنغهاي، والمدينة المحرمة في بكين، وسور الصين العظيم، وهي وجهات توفر تجارب سفر "سهلة، ومريحة، وتجارب ثقافية رائعة، وأماكن إقامة تحظى بتقييمات عالية"، وفقاً لما قالته مين.
عن طريق البر والبحر
ولا يختار المسافرون الصينيون الأثرياء وجهاتهم بشكل مختلف فقط، إذ أنهم غيروا أيضاً الطريقة التي ينتقلون بها من وجهة إلى أخرى.
وقالت وانغ إن القيادة أصبحت الشكل السائد من وسائل النقل في مناطق مثل شنغهاي، وغوانغدونغ.
وذكرت مديرة التسويق والاتصالات في "Dragon Trail"، سيينا باروليس-كوك، وهي زميلة وانغ، أن الصينيين الشباب والأثرياء أصبحوا يقومون برحلات برية في سيارات فاخرة، وعن طريق استئجار مركبات التخييم الراقية.
وفي الوقت ذاته، أصبحت اليخوت شائعة بشكل متزايد في الوجهات الترفيهية مثل جزيرة "هاينان"، وهي وجهة مفضلة منذ فترة طويلة بين النخبة في الصين بفضل توفيرها تجربة تسوق معفاة من الرسوم الجمركية، والشواطئ الرملية، وملاعب الغولف الخضراء.
وتزايد الاهتمام بالسفر الجوي الخاص أيضاً، إذ قالت هوارد من "L'VOYAGE": "نحن نرى الكثير من العملاء الجدد. ومن المحتمل أنهم لم يستخدموا الطائرات الخاصة قبل كوفيد-19 لأن شركات الطيران التجارية كانت سهلة بما فيه الكفاية. والآن، هم يريدون السفر بشكل خاص لأنه أكثر أماناً، وسرعةً".
ورغم انشغال المسافرين من أصحاب الثروات الكبيرة بالسفر داخل حدود الصين، ترى وكالة "Dragon Trail" أن هناك الكثير من الطلب المكبوت على الرحلات الدولية.
وتتوقع باروليس-كوك عودة المسافرين الأثرياء في الصين إلى الخارج بمجرد شعورهم أن السفر الدولي أصبح أكثر أماناً، ومقبولاً اجتماعياً بشكل أكبر.