دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط فج صخري عميق وبين سلسلة من الجبال ذات الطبيعة الصخرية، تقع واحة أمتضي في جنوب المغرب.
وتجمع قرية أمتضي بين الطبيعة الفاتنة والمآثر التاريخية ذات القيمة التراثية الكبيرة، ولكنها لا تزال مجهولة من قبل الكثيرين.
وخلال زيارته الأخيرة إلى قرية أمتضي، حيث تقطن جدته، وثقت عدسة المصور والمغامر المغربي منير الزكماني أهم معالم واحة أمتضي.
ورغم أن المعلم يبدو كتشكيل صخري، إلا أنه في الحقيقة عبارة عن مجموعة من الحصون التي تقع في أعالي التلال. وكانت تُستخدم بمثابة مخازن جماعية لحماية الممتلكات الثمينة الخاصة بالسكان.
ويشرح الزكماني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أن القرية تتميز بمخازن جماعية، والتي تُعد أقدم نظام بنكي في العالم طوره الأمازيغ، حيث كانت مخصصة لتخزين وحماية ممتلكات السكان الذين يعيشون في الواحة، تحت حراسة أحد أمناء القبيلة المشهود له بالأمانة.
ويشير الزكماني إلى أن هذه المخازن تُعد واحدة من أكثر الميزات الرائعة في أمتضي، ما يجعلها مختلفة عن مستوطنات الواحات الأخرى، إذ أنها تقع في أعالي التلال، حيث لا يمكن أن يصل اللصوص إليها.
ورغم من أن هذه المخازن لم تعد قيد الاستخدام، إلا أنها في الماضي كانت ذات قيمة كبيرة، إذ أدت دورًا في حماية السكان من الغزاة الطامعين في نهب خيراتهم.
وتُسقى الواحة بمياه جارية تنبع من عين، والتي تُعد مصدر الحياة بالمنطقة، والتي لا تتأثر خلال مواسم الجفاف، بحسب ما قاله المصور المغربي.
وتشكل المياه المنسابة من هذه العين أجمل المناظر الطبيعية بالمنطقة، إذ تتخذ شكل شلالات مبهرة أو شكل أحواض مائية طبيعية تسيل فيها المياه بهدوء جذاب.
وتحيط بالقرية سلسلة من الجبال ذات الطبيعة الصخرية الخالصة، مكونة أشكالا ومناظر طبيعية جذابة، تتخلل بعضها مغارات قديمة وأشكال جيولوجية متنوعة شكلتها المياه والصخور التربة مع مرور الزمان.
وبمجرد الوصول إلى القرية، فإن المنظر وحده يستحق الزيارة.
ولفت المصور إلى أنه اختار توثيق القرية وقت غروب الشمس، وكان يصعد إلى أعلى التلال ليوثق مشهد منازل القرية وسط الطبيعة الصخرية.
وحاول المصور خلال عملية التوثيق أن يبرز جميع المقومات التي تميز هذه القرية الفريدة من نوعها في المغرب من المجرى المائي في الوادي إلى التشكيلات الصخرية المتنوعة، والمخازن الجماعية، بالإضافة إلى مشهد منازل القرية التي تبدو وكأنها لوحة مرسومة من أعلى.
وينصح المغامر المغربي بزيارة قرية أمتضي لاكتشاف طبيعتها الفريدة، مشيرًا إلى أنه يفضل تجنب الزيارة خلال فصل الصيف بسبب طبيعة الطقس الحار.