دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "عندما تكون هناك، ستراودك الكثير من المشاعر.. وستشعر بالفزع قليلًا، معتقدًا أن شخصًا ما يراقبك".. هذا ما قالته ساندرا رودان، أثناء حديثها مع موقع CNN بالعربية، عندما زارت معلمًا سياحيًا شهيرًا في تركيا.
ومنذ حوالي عامين، اتجهت رودان وزوجها إلى تركيا للاستمتاع برحلة سياحية استكشافية مدتها 7 أيام. ولم يعد الثنائي إلى موطنهما قبل زيارة "Myra Necropolis"، أي "مقبرة ميرا"، التي تُعتبر واحدة من الأماكن "الملحمية" بالبلاد.
وتتواجد "مقبرة ميرا"، التي تعرف أيضًا بمدينة الموتى، في منطقة ديمرة التركية، وهي تعود إلى القرن الرابع الميلادي.
وأوضحت المرشدة السياحية التركية، فيراي كوجاباش، أن هذه القبور التي تأخذ شكل المنازل، قد بُنيت على ارتفاعات شاهقة حتى يكون أصحابها أقرب إلى الجنة.
ويعتقد أصحاب هذه القبور أنهم سيواصلون حياتهم بعد الموت، لذلك تُدفن معهم أدواتهم.
وقالت كوجاباش: "نعلم من علماء الآثار أنهم وجدوا بعض الأدوات للناس، مثل المجوهرات وغيرها".
وتعود هذه القبور إلى اليونانيين والمسيحيين، بسبب وجود علامة الصليب على أسطحها.
وأوضحت كوجاباش: "كانت هذه القبور لأشخاص من درجة راقية، وهم من الفئة البرجوازية.. لم تكن هناك فرصة لحصول الجميع على مثل هذه المقابر، لأنها كانت باهظة الثمن".
مقابر ملونة
والتقط عالم آثار بريطاني في الماضي الكثير من الصور لدى زيارته لـ"مقبرة ميرا"، في عام 1750. وعند النظر إلى صوره، تقول المرشدة السياحية إن جميع المقابر كانت ملونة بالأحمر والأزرق والأصفر والأسود.
وبسبب مرور وقت طويل، لم تعد هذه الألوان بارزة كما كانت في السابق.
وعلى سبيل المثال، كان اللون الأحمر يُستخرج من دماء الحشرات، بينما صُنعت الكثير من الألوان الأخرى من جذور الخضار.
ووجد الكثير من الأشخاص هذا الموقع مثيرًا للاهتمام، خاصة بعد رؤية الصور التي نشرتها رودان، التي تعيش في المملكة المتحدة حاليًا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدورها، تجيب رودان في التعليقات على أسئلة متابعيها حول الأماكن التي يمكن أن تنصحهم بزيارتها. وتُعد "مقبرة ميرا" هي واحدة من تلك المواقع السياحية.
ويصعب السفر حاليًا بالنسبة لرودان جراء الأوقات العصيبة التي يعيشها الأشخاص وسط تفشي جائحة "كوفيد-19"، لكنها تود الذهاب في عطلة أوروبية بمجرد ما أن تسنح لها الفرصة.