دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تكون رأيت مثل هذه المشاهد الجميلة في تركيا سابقًا، لكنها في الواقع تتواجد أيضًا في مكان آخر، سيجعلك تقع في حب سحرها وجمال ألوانها.
ويمارس الإيراني، مرتضى سافاتج، التصوير الفوتوغرافي منذ حوالي 14 عامًا، ويحب أن يوجه عدسة كاميرته نحو المناظر الطبيعية في البلاد، خاصة تلك التي لا يسنح للكثيرين زيارتها.
وأراد سافاتج أن يبرز جوانب مختلفة لإيران، فهي ليست مجرد صحراء قاحلة، بل هناك العديد من الأماكن ذات المناظر الخلابة، مثل باداب سورت.
وبحسب ما ذكره موقع "Visit Iran"، تتألف بادات سورت من ينابيع السلالم النادرة في إيران والعالم، والتي تضم عدة ينابيع بمياه مختلفة تمامًا من حيث اللون، والرائحة، والطعم، والحجم.
وتم تسجيل باداب سورت باعتبارها ثاني نبع للمياه المالحة في العالم، بعد نبع باموك كاله في تركيا.
وأوضح موقع "Visit Iran" أنه يتواجد ينبوعان رئيسيان في بادات سورت.
ويتميز الينبوع الغزير بمياه لا تتجمد في فصل الشتاء، بسبب ملوحته الشديدة. كما يتميز ببرکة عمیقة يبلغ قطرها 15 مترًا، حيث يستخدم عادة خلال فصل الصيف للسباحة.
وتُستخدم مياه هذا الینبوع لعلاج الآلام في الظهر، والساق، والأمراض الجلدية، والروماتيزم، والصداع النصفي.
وبالنسبة إلى الينبوع الثاني، فمياهه تتميز بالحموضة ولونه أحمر وبرتقالي، كما أنه يجلب أکسید الحدید من أعماق الصخور إلی سطح الأرض.
وأدى تدفق المياه الرسوبية والمعدنية لهذه الينابيع إلى خلق طبقات فريدة وبرك السلالم بألوان البرتقالي، والأصفر، والأحمر، وبأحجام مختلفة في منحدرات الجبل.
وشكلت المرتفعات والتلال التي تغطيها غابات الصنوبر، والشجيرات، والوديان، حول الينابيع مناظر طبيعية لافتة للنظر.
ولطالما لفتت هذه الينابيع انتباه سافاتج، حيث قرّر الاستيقاظ باكرًا لرصد شروق الشمس، لأن بروز الضوء الأول يجعل المشهد مشبعًا للغاية، بحيث تظهر جميع الألوان.
وقال سافاتج في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "أنت لا ترى جمالها مباشرة لأنها مخفية، ولكن بمجرد وصولك إليها، سترى الانعكاس الجميل للسماء ودرب التبانة في الماء".
وبالطبع، لا تخلو عملية التقاط هذه الصور من التحديات، والتي تتمثل في رصد المناظر الطبيعية تحت سماء الليل.
وأضاف سافاتج: "استطعت أن أجمع بين التكنولوجيا ورؤيتي الفنية من إظهار جزء من جمال كوكبنا الأرضي تحت مجرة درب التبانة، والتي لن يحصل العديد من الناس على فرصة لرؤيتها".
ويصل إنتاج اللقطة المثالية إلى فترة زمنية تبلغ 30 دقيقة، ولكن الجزء الأكثر أهمية هو مرحلة ما قبل الإنتاج.
وبداية، بحث سافاتج عن مناطق فريدة في الطبيعة عبر الإنترنت، ثم قام بعملية حسابية لمعرفة موعد توافق درب التبانة مع المشهد قبل عام.
وبعد زيارة مسبقة للمكان حتى يتعرف عليه ويحدّد مكان ووقت مرور درب التبانة أثناء الليل باستخدام أحد التطبيقات، عاد سافاتج مجددًا لالتقاط الصور.
وأوضح قائلًا: "تخيل أنه مع كل هذا التخطيط، تبين أن الطقس سيكون غائمًا، ثم يجب أن أعود إلى الموقع في ليلة أخرى أو حتى في عام آخر".
وفي حال كنت تفكر بزيارتها، ينصحك المصور الإيراني أن تستمتع بجمالها خلال بدايات فصل الربيع، حتى تتفادى الأجواء الباردة في الشتاء والأجواء الحارة في الصيف.
وحازت هذه الصور على إعجاب الكثيرين، كما أنه أُعيد نشرها من قبل عدد من الصفحات الخاصة بالصور الفوتوغرافية عبر موقع "إنستغرام".