دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على طرف شبه جزيرة سيناء بين أفريقيا والشرق الأوسط، في حديقة رأس محمد الوطنية في مصر، ستجد بعضاً من أنقى مياه البحار على هذا الكوكب للغوص.
وتُعد محمية رأس محمد قبلة الغواصين في العالم، إذ تجمع ثلاث بيئات في تشكيلة رائعة من الطحالب البحرية، والشعاب المرجانية، والأسماك ذات الألوان الزاهية.
وتُعد محمية رأس محمد من أهم محميات مصر وفقًا للتصنيف العالمي، لكونها من أهم 3 مواقع غطس على مستوى العالم، وذلك نظرًا لجودة الشعاب المرجانية والبيئة البحرية بها.
ويشرح المصور المصري المتخصص في مجال تصوير الحياة البرية والتصوير تحت الماء، شريف جلال، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أن محمية رأس محمد، تعد بالنسبة له، من أجمل المناطق في مصر وأفضل مواقع الغوص في العالم.
ويقول جلال، وهو طبيب وباحث في مجال التطوير الدوائي: "لقد خضت تجربة الغوص في العديد من المناطق حول العالم من الشرق إلى الغرب، ولا أبالغ عندما أقول إنها تُعد أفضل منطقة للغوص في العالم من ناحية جودة المياه، وصفاء الرؤية، وتنوع الحياة البحرية".
وأوضح جلال أن المنطقة تشتهر بالشعاب المرجانية، كما تعد موطن للسلاحف البحرية المهددة بالإنقراض وعلى مسار هجرة العديد من الكائنات البحرية.
وأضاف أن جميع أنواع سلاحف البحر الأحمر تقريبًا تعيش بهذه المنطقة منها السلاحف الخضراء والسلاحف كبيرة الرأس، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من أسماك القرش.
ويشير جلال، المقيم في كندا، إلى المقومات الطبيعية الأخرى في محمية رأس محمد، من الجبال والطبيعة الصخرية إلى قناة أشجار المانغروف، والتي تشكل بيئة متكاملة وحاضنة للكائنات البحرية، وكذلك تعد بمثابة استراحة للطيور المهاجرة، ما يوفر وجهة مثالية لمحبي مراقبة الطيور.
ويوصي جلال بزيارة المكان برفقة دليل سياحي للمساعدة في زيارة الأماكن السياحية داخل المحمية، مثل البحيرة المسحورة ومنطقة الشق الزلزالي، وهي عبارة عن تصدع في القشرة الأرضية، وتتدفق المياه بداخلها، ويتكاثر فيها كائن الجمبرى الأحمر الأعمى.
ويمكن زيارة رأس محمد من خلال رحلة بحرية، حيث تبحر قوارب الغوص من مدينة شرم الشيخ متجهًة إلى مواقع الغوص في المحمية مثل شعاب يولاندا، والتي سُميت نسبًة لسفينة شحن قبرصية غرقت في الجانب الغربي لتلك الشعاب عام 1980، والتي أصبح حطامها مأوى للعديد من الأسماك، والكائنات البحرية المختلفة، بحسبما ذكره جلال.
ويؤكد جلال أن محمية رأس محمد تُعد بيئة بحرية من الطراز الأول، لذا فإن الزيارة دون خوض تجربة الغوص تعني أنك ستفوت الكثير من الفرص لمشاهدة "الجنة الخلابة المليئة بالكائنات البحرية المتنوعة التي لا يمكن مشاهدتها في أماكن أخرى حول العالم"، على حد تعبيره.
وينصح جلال بزيارة المحمية خلال الفترة ما بين فبراير/ شباط إلى أبريل/ نيسان من العام، وذلك لتجنب الطقس الحار، إذ تُعد المنطقة بكر ولا توجد بها أماكن للتظلل.