دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتقلت سالي كريا من كينيا إلى ألمانيا في عام 2010، وهي غير متأكدة مما يمكن توقعه، لكنها مستعدة لخوض مغامرة جديدة.
وصلت سالي، 23 عامًا، إلى بلدة إيشباخ الصغيرة، بالقرب من فريبورغ في منطقة الغابة السوداء الجبلية. وقررت أن تعمل كمساعدة لأسرة رجل يملك شركة ترميم للطائرات القديمة.
وتعيش الأسرة التي عملت سالي من أجلها في شقة في الموقع، وتقع في حظيرة طائرات مليئة بالعمال الذين يقومون بتجديد الطائرات المقاتلة التي يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية.
وكان من بين الموظفين كلاوس مولر البالغ من العمر 22 عامًا.
لاحظ كلاوس وجود سالي بعد وقت قصير من وصولها.
ويستذكر انطباعه الأول على أنها تبدو لطيفة، واكتشف أنها تعمل لدى رئيسه.
ورغم أن كلًا من سالي وكلاوس يتشاركان مساحة العمل نفسها، إلا أن الثنائي اجتمعا أخيرًا في إحدى الحفلات، ولم يتوقفا عن الحديث حينها.
وتتذكر سالي أنه حينها "كنا نتاول الطعام ونتحدث، حتى كان الجو باردًا".
تحدث الثنائي باللغة الإنجليزية عن الأسرة والإيمان والعِرق والطائرات.
وتقول سالي ضاحكة: "كل ما يتحدث عنه يتعلق بالطائرات".
ومع اقتراب الحفلة من نهايتها، حرص كلاوس على إعادة سالي إلى الحظيرة.
وهنا فكرت سالي بكلاوس على أنه قد يكون الرجل المناسب.
وفي الأسبوع التالي، طلب رئيس العمل من كلاوس اصطحاب سالي من محطة القطار.
لم تحب سالي القيادة في ألمانيا. لذلك، كانت تركب دراجتها إلى المحطة إذا أرادت مقابلة الأصدقاء في فريبورغ، أو العثور على شخص ما لإيصالها.
وسرعان ما أصبح هذا أمرًا روتينيًا، كان كلاوس يقود سالي من وإلى محطة القطار ويتحادثان طوال الطريق.
ويقول كلاوس: "أعتقد أن هذه المحادثات الصغيرة جعلتنا نشعر دائمًا بالفضول تجاه بعضنا البعض".
وفي أحد الأيام، سأل كلاوس سالي عما إذا كانت تريد أن تصعد معه بالطائرة الأمريكية، وهي تتألف من 3 مقاعد ويعود تاريخها إلى أواخر الأربعينيات.
وافقت سالي على طلب كلاوس.
وبعد بضعة أيام، قررت سالي أن تدعو كلاوس لتناول العشاء حتى تشكره على الرحلة، حيث قامت بطهي بعض الأطباق الكينية.
وبعد العشاء، جلست مع كلاوس على الشرفة، ولاحظت للمرة الأولى وجود وشم كبير على كتفه.
لم تتخيل نفسها أبدًا وهي تواعد شخصًا ما بوشم، ووجدت نفسها تتساءل عما سيفكر والديها.
وقالت سالي: "لقد فات الأوان، لأنني كنت أقع في حبه بالفعل.. بالنسبة لي، لم يكن هناك طريق للعودة".
الموعد الأول
اقترحت سالي أن تخرج مع كلاوس في أول موعد رسمي بينهما، حيث سألته عما إذا كان يريد الذهاب إلى السينما في ذلك المساء، ووافق كلاوس بدوره.
وكانت سالي قد تركت صديقها في كينيا لأنها لم تكن تريد أن تكون في علاقة بعيدة المسافات، لكنها لم تكن تتوقع أن تدخل بعلاقة أخرى في ألمانيا بهذه السرعة.
شعرت سالي أن العلاقة التي تجمعها مع كلاوس لا يمكن تجاهلها.
يقول كلاوس، الذي يستذكر ما قاله له والده بأنه التقى بشخص مميز أثناء عطلة نهاية الأسبوع: "أعتقد أنه منذ البداية، كان لدى كلانا هذا الشعور وكأنني وجدت توأم الروح".
وبالنسبة إلى سالي، فقد أخبرت أصدقاءها أنها كانت تواعد رجلًا ألمانيًا، لكنها لم تذكر كلاوس لعائلتها.
ورغم ذلك، إلا أنها أرسلت لهم صورًا تجمعها بكلاوس في عطلات نهاية الأسبوع، ربما يخمنون أنه مهم بالنسبة لها، لكنها لم ترغب في نشر الأخبار بعد.
وخلال الأشهر القليلة التالية، أمضى الثنائي كل لحظة ممكنة مع بعضهما البعض.
وبعد حوالي ستة أشهر من العلاقة، تركت سالي وظيفتها المزدوجة لدراسة اللغة الإنجليزية في مدرسة لغة محلية، وانتقل الثنائي للعيش معًا.
يقول كلاوس: "لم يكن لدينا الكثير من الحجج.. كنا سعداء فقط لوجود بعضنا البعض ومع بعضنا البعض".
يقول الثنائي إن قرار الزواج، بعد وقت قصير من انتقالهما معًا، كان سهلاً بنفس القدر.
وأوضحت سالي: "كنا في حالة حب، وكنا متأكدين تمامًا مما نريده".
ومع ذلك، لم يمض وقت طويل حتى تبادل الثنائي هذه الأخبار السعيدة مع عائلاتهما.
وبعد بضعة أشهر، أخبرت سالي والديها عندما اكتشفت أنها حامل، موضحة أنها متزوجة من كلاوس.
تقول سالي: "لقد كانوا سعداء للغاية".
وبينما كان الثنائي متحمسًا لتكوين أسرة، إلا أنهما يستذكران مخاوفهما بشأن الموارد المالية.
وبعد ولادة ابنهما، زار الزوجان كينيا حتى يتعرف كلًا من كلاوس والطفل الجديد على عائلة سالي. لقد كانت رحلة خاصة، حيث استمتع كلاوس بتجربة بلد وثقافة مختلفة.
في وقت لاحق، انتقل شقيق سالي إلى ألمانيا لفترة وأصبح مصدرًا لدعم الأسرة الشابة.
بعد مرور 10 أعوام
ومنذ ذلك الحين، أنجبت سالي وكلاوس طفلان آخران: ابنة في عام 2018، وابن أصغر ولد في ربيع عام 2020، عندما ضرب وباء كوفيد-19 أوروبا لأول مرة.
وبسبب القيود التي فرضتها ألمانيا في ذلك الوقت، لم يُسمح لكلاوس بالتواجد أثناء الولادة، ويقول كلاوس إن لحظة دخول سالي إلى المستشفى كانت صعبة.
ومن المهم لكل من سالي وكلاوس أن يتعرف أطفالهما على تراثهما الكيني والألماني.
وتقول سالي: "لا أريدهم أن يكونوا غرباء عندما يذهبون إلى بلدي".
وبعد عقد من لقائهما لأول مرة، تقول سالي وكلاوس إنهما يواصلان الاستمتاع، والعمل معًا كفريق، ووضع عائلتهما في المرتبة الأولى.
تقول سالي: "أعتقد أننا كنا أصدقاء بداية، ثم عشاق، ثم رفقاء الروح، فنحن ندعم بعضنا البعض حتى اليوم".