دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ستأخذك رحلة داخل أروقة متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في قطر بين أكثر من 30 ألف قطعة من أزمنة وثقافات متعددة.
ومن التراث القطري إلى الأسلحة، والسجاد، والمجوهرات، والعملات، والقطع الفنية، هناك الكثير لاستكشافه عبر أكثر من 30 قاعة تغطي موضوعات مختلفة، وأبرزها مجموعة من السيارات التي تسلط الضوء على لحظات مهمة في تاريخ السيارات، وأخرى استخدمها حكام قطر في الماضي.
من شاحنات خاصة لرحلات الصيد إلى سيارات فارهة
وتأسس متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في عام 1998، نتيجة شغفه الدائم بجمع المقتنيات ذات الطابع التاريخي في كل أنحاء العالم.
ويعود تاريخ السيارات في قطر إلى اكتشاف النفط قبل قرن من الزمن تقريباً.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال مدير متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، كلوديو كرافيرو: "عند اكتشاف النفط في الثلاثينيات، لم تكن هناك سيارات على الطرق، ولم تكن هناك حتّى طرق في قطر آنذاك".
ورغم أن امتلاك السيارات في البداية كان بدافع الضرورة، إلا أن جمع السيارات أصبح هواية للمزيد من المواطنين القطريين.
ويحتضن المتحف أكثر من 600 سيارة، مع عرض 50 منها للزوار حالياً.
وتتضمن المجموعة وسائل النقل القديمة مثل العربات، والسيارات البخارية، وتشكيلة واسعة من السيارات القديمة التي كانت ملكاً للعائلة المالكة القطرية.
ومن أبرز تلك المركبات هي شاحنة "Dodge Power Wagon" من عام 1940.
واستُوردت هذه المركبات في الخمسينيات والستينيات عبر المملكة المتحدة، ولدى المتحف 3 عينات منها، تتزين واحدة منها بقرنين من حيوان المها في الأمام.
وقال كرافيرو: "استخدمها الشيخ فيصل وعائلته في فصل الشتاء للخروج لرحلات الصيد".
وتتضمن السيارات المعروضة أيضاً سيارة كانت "مهمة جداً" لعائلة الشيخ فيصل، بحسب تعبير كرافيرو، وهي "Cadillac Eldorado Biarritz" من عام 1958.
وانتمت هذه السيارة البيضاء الفاخرة، التي اتسمت بتصمميها الداخلي المغطى بالجلد الأحمر، لوالد الشيخ فيصل.
ويحتضن المتحف سيارة أخرى مميزة، وهي "Buick Special Eight Deluxe" من عام 1951، والتي انتمت للحاكم السادس لقطر، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
ولا تُعتبر هذه السيارة مميزة لمظهرها فقط، إذ صُنع منها حوالي 3 آلاف عينة فقط ذات تصميم داخلي فاخر جداً.
واستُخدمت هذه المركبة كسيارة رسمية للدولة، وهي كانت جزءاً من المسيرات، كما تم استخدامها لنقل الحكام.
ولا يتضمن المتحف سيارات فارهة فقط، إذ يعرض على سبيل المثال سيارة "Ford Twin Beam 250" بتكلفة معقولة، والتي امتلكها الحاكم الخامس لقطر، الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.
وكانت السيارة تتناسب مع رؤية هنري فورد كمنتج للسيارات، وأوضح كرافيرو قائلاً أنه أراد "صنع سيارات من أجل العدالة الاجتماعية، والقدرة على تحمل التكاليف".
واعتُبرت هذه المركبة سيارة خاصة للشيخ.
وفي المتحف، يمكن أيضاً رؤية سيارة ليموزين كانت تنتمي للحاكم الرابع لقطر، الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني.
وكانت سيارة "Chysler" الزرقاء من عام 1947 مزوّدة بمقابض خارجية خاصة حتى يتمسك بها حراس الأمن.
وقال كرافيرو: "ما يلفت الانتباه هو أن الزجاج الملون ظهر بشكل متأخر جداً، ولذلك السبب آنذاك، كان الزجاج شفافاً تماماً".
واستُخدمت السيارة غالباً في الاستعراضات العسكرية، وغيرها من المناسبات.