دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بينما يتخلص الناس من قشور الخضار في مطابخهم، يستخدمها عمر سرطاوي، وهو متخصص في فن الطهو الجزيئي، لإنشاء نصبه في أسبوع دبي للتصميم بنسخته السابعة.
وإذا دخلت مشغل الشيف الأردني، ستجده مليئًا بقشور الباذنجان، الذي كان مكونًا أساسيًا لنصبه المعروف باسم "In a land of no sheep: Metamorphosis of a Nomadic Tent"، أي "في أرض بلا غنم: تحول في خيمة بدوية".
وبدوره، قرر سرطاوي أن يحول قشر الباذنجان إلى مادة تشبه الجلد، مستخدمًا مزيجًا من تقنيات الطهي القديمة والحديثة.
وقال الشيف الأردني، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "لم أكن مبتكرًا، بل مراقبًا.. تعلمت كيفية الحفاظ على هذه الأشياء وكيفية إظهار جمال الباذنجان".
وبينما يعيدنا سرطاوي إلى زمن التراث، يسافر بنا أيضًا إلى مستقبل العيش المستدام والإبداع، وينظر إلى إحدى السمات المميزة لشبه الجزيرة العربية، أي الخيم.
ويسعى العمل الفني إلى الاحتفال بالثقافة البدوية باستخدام جلد الباذنجان.
ولطالما تساءل سرطاوي عما إذا كان من الممكن أن يستخدمه أسلافنا لإنشاء الخيم في حال عدم توفر الماشية.
وتنتج هذه التقنية المبتكرة ألوانًا مختلفة على الجلد، تتحد معًا لإنشاء قطعة فنية طبيعية ومستدامة.
ويضمن سرطاوي عدم وجود أي هدر في الباذنجان لأنه يحول بقايا اللب إلى طعام يتذوقه الزوار، ما يثير الحوار الجسدي والفكري.
وصُممت الخيمة لتكون قابلة للتحلّل الحيوي وكمصدر للغذاء للحياة البرية لإدامة دورة الغذاء وإعادة تعريف حدود الفن المستدام.
وبالتالي، قرر سرطاوي أن يُحدِّث شكل الخيمة ويجعلها متموجة مثل الكثبان الرملية الصحراوية.
وتبدو الخيمة وكأنها عائمة فوق الرمال الذهبية، حيث تم تثبيتها بالأرض، ما يعكس وحدة الأرض ووحدة المفهوم مع هويتنا.
وحاول الفنان الأردني أن يحصل على أكبر قدر من المواد اللازمة لإنشاء هذه الخيمة، التي يصل حجمها إلى 2.4 × 1.2 متر. وفي بعض الأحيان، كان يستطيع الحصول على الباذنجان مجانًا إذا لم يشتريه أحد.
ويقول الشيف الأردني، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "تعلمت أنه يجب علينا الاهتمام أكثر بالكوكب والاستدامة.. لذلك، يجب أن نرى الأشياء بمنظور مختلف لتحسين مستقبلنا وحياتنا من خلال الاستثمار في وقتنا الحاضر ولحفاظ على تاريخنا".
وإلى جانب هذا النصب الفني، يستطيع الزوار أيضًا مشاهدة "The Duck a l’orange"، وهي طاولات جانبية مصنوعة من جلد البرتقال، والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع المهندس المعماري ومصمم الأثاث، كريم صوالحة.