دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعد مترو العاصمة القطرية الدوحة من بين قطارات المترو الأكثر تقدمًا على الإطلاق، وسينقل المشجعين إلى موقع استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام المقبل، ومن المأمول أن يُحدث ثورة في قطاع النقل بقطر.
وتم تشييد الشبكة في الغالب تحت الأرض وعبر العاصمة القطرية وضواحيها، ما يوفر بديلًا موثوقًا للنقل في مدينة تتوسع بسرعة، حيث يعتمد السكان منذ فترة طويلة على السيارات، وتكون حركة المرور مزدحمة في كثير من الأحيان.
وشهدت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء 37 محطة، مع وجود ثلاثة خطوط بألوان مختلفة، وهي الأحمر، والأخضر، والذهبي، حيث تعمل على شبكة طولها 76 كيلومترًا.
وتتسع القطارات، التي يبلغ طولها 60 مترًا، لـ416 راكبًا، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
-
معيار قياسي
-
عائلي: خاص بالإناث والذكور أو الإناث الذي يسافرون مع أطفال يبلغون من العمر 11 عامًا أو أقل
-
ذهبي: خاص بحاملي بطاقات السفر الذهبية
وتستطيع هذه القطارات أن تسافر 100 كيلومتر في الساعة، وهي مجهزة بالكامل بأنظمة CCTV وشبكة الإنترنت. ويملك المسافرون أيضًا منافذ USB، حتى يستطيع الركاب من الدرجة الذهبية شحن هواتفهم المحمولة، وأجهزتهم اللوحية.
وتم دمج السمات التقليدية للهندسة المعمارية المحلية مع النهج المعاصر في جميع محطات مترو الدوحة.
وقال بن فان بيركل، المؤسس المشارك لشركة "UNStudio"، وهي شركة معمارية هولندية انضمت إلى قسم هندسة السكك الحديدية في قطر لإنشاء المحطات، لـCNN: "كان من المهم أن يرتبط التصميم بسياقه، بمدينة الدوحة وقطر".
وأضاف: "أردنا دمج ماضي قطر ومستقبلها في إشارة واحدة، لذلك استلهمنا العديد من العناصر المعمارية القطرية التقليدية، خاصة القوس، وقمنا بتعديله لإنشاء ما نشير إليه باسم المساحات المقببة".
وبينما أن الأشكال المنحنية والإضاءة هي عناصر تصميم أساسية، إلا أن الحفاظ على هوية معمارية واضحة كان أمرًا ضروريًا أيضًا.
وقال فان بيركل إن أحد التحديات الرئيسية في مشروع جديد بهذا الحجم يتمثل بـ"إنشاء تصميم يُمكّن من التماسك والتفرّد".
وأوضح: "يتطلب حجم شبكة المترو في الدوحة تخطيطًا دقيقًا من أجل الامتثال لجدول زمني صارم وتحقيق الحد الأدنى من الاضطراب في البنية التحتية الحالية.. لذلك، أصبحت المرونة هدفاً للتصميم والتخطيط على جميع المستويات".
وتُعد محطة مشيرب هي الأكبر في الشبكة، إضافة إلى تقاطعها الذي يعمل كمحور لجميع الخطوط الثلاثة التي تمر عبرها.
وتتميز المحطة الواسعة والأنيقة بإجمالي أربعة مستويات رئيسية، وتوفر المساحات الداخلية مجموعة من المتاجر التجارية، بينما أن التصميم الخارجي مليء برف وقوف للدراجات.
وفي الخارج، يتعجبّ الركاب والمارة أيضًا من لوحة جدارية للفنان المقيم في الدوحة، عبد العزيز يوسف أحمد، بعنوان "لم شمل العائلة"، وهي واحدة من عدة قطع فنية معروضة على طول الشبكة.
وتحتضن الشبكة أيضًا نسخة طبق الأصل من التمثال اليوناني "Charioteer of Delphi"، الذي سيراه جمهور كأس العالم عند وصولهم إلى محطة مترو مطار حمد الدولي.
ولا يزال أكبر حدث كرة قدم في العالم على بعد أكثر من عام، لكن الاستعدادات جارية بالفعل، مع وجود شبكة السكك الحديدية الجديدة تحت الأرض.
وداخل محطة المدينة الرياضية، توجد ملصقات كبيرة لكرات قدم باللونين الأزرق والأبيض، مزينة بأسهم تشير إلى اتجاه استاد خليفة الدولي القريب، وهو أحد الملاعب التي ستستضيف كأس العالم (فيفا) قطر 2022.
ويتوقع المنظمون وصول أكثر من مليون شخص إلى الدوحة خلال كأس العالم الأول الذي يُقام في الشرق الأوسط، وتم تصميم نظام المترو ليكون ركيزة النقل الخاصة به.
ويربط النظام مطار حمد الدولي مباشرة بخمسة من الملاعب الثمانية التي تستضيف مباريات قطر 2022، مع إمكانية الوصول إلى المواقع المتبقية من الحدث عبر خيارات متعددة من السكك الحديدية والحافلات.
ويقول المنظمون إن مترو الدوحة سينقل المشجعين بين فنادقهم والملاعب ومناطق الجذب السياحي المختلفة في المدينة، بالتنسيق مع خطوط الحافلات والترام.
ويقول منظمو كأس العالم على موقعهم عبر الإنترنت: "نظام المترو فعال وكهربائي، ويستخدم أنظمة فرملة متجدّدة تساعد على تقليل البصمة الكربونية. وتم تصميم جميع محطات المترو وتشغيلها وفقًا لشهادة المباني الخضراء".
وبالنظر إلى ما بعد كأس العالم، يرى المسؤولون أن توسيع مترو الدوحة هو عنصر أساسي في البنية التحتية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال ثاني الزراع، مدير إدارة النقل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "الإرث الذي سيتركه قطاع النقل البيئي هو شيء سيشعر به الجميع في قطر بعد فترة طويلة من كأس العالم".