دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بينما يسافر الناس عادة إلى أفريقيا لرصد الحياة البرية، يتوجه خليفة المزروعي إلى بحيرة القدرة بدبي، التي تحتضن كل ما يبحث عنه المغامر الإماراتي.
وتُوجد الكثير من المحميات في دولة الإمارات، سواء كانت مغلقة أو مفتوحة لعامة الناس.
ولكن، هناك بعض الإجراءات التي يجب الالتزام بها حفاظًا على سلامة الحيوانات، مثل منع الصيد، والتخييم، واستخدام الإضاءة القوية، وغيرها.
وفي بحيرة القدرة، يمكنك أن تجد غالبية الحيوانات التي تبحث عنها في مكان واحد، مثل النسور، والمالك الحزين، والفلامينغو، والمها، والظبي، والثعالب البرية، والأفاعي.
ويحرص المزروعي على فهم أسلوب حياة كل حيوان وشخصيته قبل التقاط أي صورة، إذ برأيه بمجرد مراقبتك لتحركات الحيوان، ستستطيع توقع أفعاله بعد أن تشهد على تصرف معين من قبله.
ويحرص المزروعي على مراقبة حيوان معين من الفجر حتى الليل. وبالتالي، يستطيع التعرّف إلى شخصيته لالتقاط صورًا مميزة.
ولا يخلو أي عمل من التحديات، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة، والتي تُضعف من وضوح الصورة بنسبة تتراوح بين 50٪ و60٪، إضافة إلى انفتاح البيئة، أي عدم وجود أشجار كثيرة، ما يجعل التقرّب من الحيوان أكثر صعوبة.
ليس ذلك فحسب، وإنما أيضًا الحركة المستمرة للحيوانات، والتي لا يمكن أن يتنبأ المرء بتصرفاتها كليًا، رغم تعايشه معها.
وأوضح المزروعي، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية أن "الارتفاع الشديد في درجة الحرارة بدولة الإمارات يولدّ سراب.. والسراب هو عبارة عن تموج حراري يخرج من أسفل الأرض للأعلى.. وبالتالي، يساهم التموج الحراري في إضعاف جودة الصورة".
ولا تخاف غالبية الحيوانات عند التقرّب منها كثيرًا، بحسب قول المزروعي، لكنها قد تقوم بحركات غير طبيعية يجعلها تبدو وكأنها تشعر بالخوف أثناء التصوير.
وبسبب رغبة المزروعي في إظهار هذه الحيوانات بحالتها الطبيعية، يحرص بدوره على تمويه شكله كاملًا، مع إخفاء ملامح وجهه وجسمه، مستخدمًا معدات التخفي.
وفيما يتعلق برد فعل الناس حول الصور، أوضح المزروعي أن الكثير من الأشخاص يستغربون وجود هذه الحيوانات في الإمارات، وتحديدًا في إحدى أكثر المدن ازدحامًا، دبي، مضيفًا أن "بحيرات القدرة هي منطقة سلام بين الإنسان والمصور الفوتوغرافي".
وبسبب اعتياد الناس على الحياة الروتينية، يسعى المزروعي دومًا إلى تشجيعهم على دخول مجال التصوير، والذي يساعدهم على التخلص من الهموم والطاقة السلبية.