دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هي أقصر خدمة طيران مبرمجة في العالم. يقطع الركاب مسافة 2،7 كيلومترات خلال 53 ثانية فقط، في يوم مشمس ورياح مؤاتية وأمتعة خفيفة، وهو وقت أدنى من ذلك الذي تحتاجها معظم الطائرات كي ترتفع فوق سطح البحر.
نتحدث عن رحلات طائرات "لوغان إير" (Loganair) الصغيرة اليومية، مرتين أو ثلاث، المنتظمة، بين جزيرتي ويستراي و الجزيرة الأصغر النائية بابا ويستراي التابعتين لأرخبيل "أوركني الواقع شمال اسكتلندا. قد تستغرق الرحلة أقل من دقيقة، لكن كل ثانية منها تجربة مثيرة.
في فصل الصيف، تجذب الجزيرة الصغيرة هذه العديد من السياح، معظمهم من رواد الرحلات النهارية، الذين يسعون لاختبار تجربة ركوب الطائرة الصغيرة أيضًا.
وسيكون عشاق الطيران، خصوصًا أولئك الذين تمكّنوا من الجلوس على مقاعد الركاب الأربعة من الصف الأول، حيث في إمكانهم مشاهدة الطيار خلال عمله.
لكن، لا يمكنك اختيار مكان جلوسك، لأنّ ذلك يعتمد على توزيع الوزن بالتساوي حول الطائرة.
وبعد إقلاع الطائرة وتقديم إحاطة موجزة عن إجراءات السلامة، ستلاحظ أن مشاهدة دوران مقياس الارتفاع التناظري وميل الأفق على مؤشر الاتجاه، تضاهي إثارته مشاهدة المنظر من النافذة.
وبالتالي، لا حاجة لشاشات ظهر المقعد التي تعرض لك خريطة الطريق، حيث يمكنك النظر من النافذة لمعرفة المكان الذي ستهبط فيه حتى قبل الإقلاع.
وبالطبع، لن ننسى الإشارة إلى أن تجربة الهبوط تتميّز بالإثارة أيضًا.
ورغم أن هذه الرحلة، التي حطمت رقمًا قياسيًا، قد تستحق سعر التذكرة البالغة 20 دولارًا فقط، إلا أن عامل الجذب الحقيقي هو جزيرة بابا ويستراي نفسها، خصوصًا في حال تواجد جوناثان فورد وأدّى دور المرشد السياحي.
ويشغل فورد، المقيم منذ قرابة ثماني سنوات، وظيفة تشمل إدارة الجولات السياحية، ورحلات القوارب، وتنظيم الأحداث، وإنشاء مشاريع فنية، ومراقبة الحياة البرية للجزيرة خلال فصول الشتاء الطويلة والمظلمة، وأيام فصل الصيف اللامتناهية.
في وسع السائح إمضاء سبع ساعات قبل رحلة العودة، ويمكنه القيام بالكثير من الأنشطة.
تقع المحطة الأولى بجوار مزرعة هولندا، الأكبر في الجزيرة، حيث يؤدي مسار عبر حقل من الماشية إلى الساحل،حيث يوجد موقع أثري يُعرف باسم Knap of Howar، وهو منزل يعود تاريخه إلى 5000 عام، يُقال إنه أقدم مبنى في أوروبا.
المحطة التالية في الجولة، تتوقف عند موقع تاريخي آخر يعود إلى القرن الثامن. وكنيسة سانت بونيفاس صغيرة، وخضعت للترميم، وتشي عمارتها المتدرجة بالتأثيرات الهانزية من البر الرئيسي الأوروبي.
وبعد الغداء، يختبر الزوار الحياة البرية على هذه الجزيرة من خلال نزهة داخل محمية North Hill الطبيعية في بابا ويستراي، وهي أرض ساحلية تحتفظ بها الجمعية الملكية لحماية الطيور في المملكة المتحدة، حيث يمكن رصد بعض من عشرات الأنواع المهاجرة التي تزور الجزيرة.
مع اقتراب آخر رحلة مغادرة، يجري مجدّدًا كلّ من بوبي وديفيد ريندال، الاختصاصيان في مكافحة الحرائق، دوريات على المدرّج في شاحنتهم.
وبمجرد التحليق في الهواء، تنتابك فرحة وغبطة.
ومرة أخرى، هناك نوع من الإثارة عند ركوب طائرة صغيرة ومشاهدة براعة الطيار وهو يتعامل مع أدوات التحكم. وهناك أيضًا متعة في القدرة على التحديق مباشرة إلى الأمام ورؤية الأفق أمامك.
وبعد دقيقة واحدة وثماني ثوانٍ بالضبط من تحليق الطائرة، تعود إلى الأرض مجددًا.