دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من منا لا يخاف من الحيوانات المفترسة؟ ربما لن تتخيل حتى وجودك بالقرب منها في الغرفة ذاتها، ولكن هذا الأمر يُعتبر طبيعيًا للغاية بالنسبة لمدرب الأسود والنمور المصري، أشرف الحلو.
ودخل الحلو في مجال التدريب منذ أن بلغ من العمر الـ16 عامًا بسبب عائلته، التي لطالما اشتهرت بفن تدريب الحيوانات المفترسة في مصر والعالم.
وكان الحلو قريبًا من هذه الحيوانات منذ صغره، حيث كبر بين الأسود، حتى أصبحت كفرد من أفراد العائلة، إذ قال: "هذا إحساس طبيعي لدينا في العائلة".
وهناك العديد من التحديات التي تواجه الحلو عند التدريب، سواء كانت تحديات نفسية أو عصبية، وأبرزها عندما يعاني أسد أو حيوان آخر من المرض.
ويقوم الحلو بتدريب الأسود عادة في المزرعة الخاصة به، حيث تقضي غالبية أوقاتها فيها. ويصف علاقته بالأسود بكونها علاقة عائلية متبادلة، أي أنه فرد من عائلتها، وهي فرد من عائلته.
وكان جد مدرب الأسود المصري، محمد الحلو، قد تُوفي بعد تعرضه للهجوم من قبل الأسد "سلطان"، خلال العرض.
وفي موسم تزاوج الأسود، تشاجر أسدان لفوز أحدهما بحق التزاوج بالأنثى أثناء العرض. وعندما تدخل الجد لإيقاف الشجار، هاجمه الأسد "سلطان" من الخلف لاعتقاده بأنه قام بالانحياز للأسد الآخر.
وقع الجد على الأرض، ثم تُوفي بعد الحادث بثلاثة أيام في المستشفى.
ومن هنا، تعلّم الحلو أن يعطي هذه المهنة والهواية كل ما يملك من جهد وعطاء مثل جده، إضافة إلى التعمق أكثر في مجتمع الأسود، حتى يستطيع فهمها والسيطرة عليها.
ولم يواجه الجد وحده مثل هذه المواقف، بل حاول أحد الأسود مهاجمة أشرف، لكن الأخير تمكن من امتصاص غضبه.
وقال الحلو، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "كان هناك أسد في مرحلة البلوغ ويريد الزواج، وعندما حاول الاقتراب من أنثى النمر التي يحبها، بدأ بالتمرد والهجوم علي، ولكنني تمكنت من استكمال العرض دون أي جروح أو إصابات".
وينشر الحلو مختلف الصور والفيديوهات عبر حساباته على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يتعرّف الأشخاص إلى فن السيرك، ويتعلمون أكثر عن مجتمع الحيوانات المفترسة.
وبالطبع، من المهم جدًا أن يتصرّف الشخص مع الحيوانات المفترسة بحذر شديد، مع معرفته بكيفية التعامل مع الأسود، خاصة أن كل حيوان لديه شخصية مختلفة عن الآخر.
واليوم، يعمل الحلو على الحفاظ على السلالات النادرة والمهدّدة بالانقراض للحيوانات المفترسة.
فهل تجرؤ على الاقتراب منها، كما يفعل مدرب الأسود المصري، أشرف الحلو؟