دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الطهي لم يكن مجرد هواية تمارسها في أوقات فراغها، بل شغف كبير تحمله البحرينية تاله بشمي لابتكار تجارب استثنائية، جعلتها تستحق جائزة أفضل طاهية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدورتها الأولى لعام 2022، بحسب منظمة "50 Best".
وتأتي هذه الجائزة في إطار مهمة منظمة "50 best" لتكريم السيدات الملهمات في عالم الطبخ.
وقالت بشمي، أثناء حديثها مع موقع CNN بالعربية: "تمثل هذه الجائزة تأكيدًا وتتويجًا لعملي الشاق، ما يدفعني لتحقيق المزيد".
من هي تاله بشمي؟
وكان لوالد بشمي الفضل في مساعدتها للتعرّف على فنون المطبخ الشرق أوسطي، والتعمق في هذا المجال بسبب حبه ومعرفته الواسعة بالمكونات المستخدمة فيه.
وسرعان ما تحولت هذه المعرفة إلى شغف بحياتها.
وفي بداية رحلتها المهنية، اشتُهرت البشمي بحلوياتها في البحرين، تحت اسم "Baked by T"، والتي حصلت على إحدى جوائز وسائل التواصل الاجتماعي.
وبذلك، قرّرت أن تكمل مشوارها كطاهية، حيث انضمت إلى فندق "الخليج البحرين" كمتدربة.
وبالطبع، عملت لاحقًا في مختلف المطاعم لتطوير معرفتها وصقل مهاراتها.
وبعد نجاحها في بداية مسيرتها، انضمت بشمي إلى أكاديمية فنون الطبخ في سويسرا، ونالت درجة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية بمجال إدارة الطبخ.
وعملت خلال تواجدها في أوروبا في فندق "غراند لي ترا"، ومطعم "بريزما" الحائز على نجمة ميشلان، حيث تعرفت على كيفية إدارة عمليات المطعم والعمل ضمن البيئات الحيوية.
وفي سبتبمر/ أيلول من العام 2017، تولت بشمي الإشراف على مطعم "Fusions By Tala".
واستخدمت مكونات وتقنيات متنوعة من حول العالم وجمعتها مع الأطباق البحرينية الأصيلة.
وفي عام 2020، تم تجديد المطعم وإطلاقه مجددًا تحت الاسم ذاته.
ويقدم المطعم مجموعة من الخيارات المبتكرة، من بينها طبق البامية، الذي تعتبره بشمي مثيرًا للجدل وبعيدًا كل البعد عن الطبق الأصلي.
والطبق هو عبارة عن يخنة تتألف من لحم البقر أو لحم الضأن، والبامية في صلصة الطماطم.
وقالت الطاهية البحرينية، أثناء حديثها مع موقع CNN بالعربية: "البامية في هذا الطبق مثيرة للجدل.. طعمها متشابه تمامًا ولكنها تبدو مختلفة جدًا لدرجة أن الناس غالبًا ما يسألون: أين البامية؟".
وتأتي غالبية الأطباق في قائمتها من ذاكرتها لطبق تقليدي، مثل طبق أوزي على سبيل المثال.
ويُقدّم الطبق عادة خلال المناسبات الاحتفالية، ويتألف من لحم خروف صغير مطبوخ كاملًا على طبق من الأرز المبهر، مع إضافة طبقة مقرمشة مكونة من البصل، والزبيب، والكاجو، والعدس.
ويبقى السؤال، كيف تترجم شيئًا ساحرًا كهذا إلى ثقافة الطعام الحالية؟
وبدورها، ابتكرت الطاهية البحرينية وجبات التاكو أوزي، التي تبدو بسيطة، حتى تستطيع نقل النكهة إلى أطباق الناس.
ويمكن أن تستلهم بشمي أطباقها من عدة أماكن لمساعدتها في ابتكار طبق جديد.
وبدورها، تتطلع دومًا إلى الفن والعمارة، وحتى الأدب مع نصوص عربية شبه منسية، إضافة إلى حياة والدها التي قضاها في التعرف على تاريخ الطعام التقليدي ومكوناته، ما يدفعها للاستمرار في استكشاف ثقافتنا من خلال المطبخ.
وتقول بشمي: "صُممت أطباقي لاصطحاب الناس في رحلة غنية بالنكهات".