دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتُشف عشرات من الأواني الصخرية في أربع مواقع غير معروفة قبلًا في ولاية آسام الهندية، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Asian Archaeology.
وأشار نيكولا سكوبال، طالب الدكتوراه في جامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا أن ارتفاع الأواني الحجرية يتراوح بين متر و3 أمتار، لافتًا إلى أنّ بعض الأواني تحمل نقوشًا زخرفية.
وقد عثر الباحثون على نحو 65 آنية حتى الآن، لكن قد يكون المزيد منها ما زال مدفونًا تحت الأرض. إلا أنهم لم يكتشفوا إلى الآن اللغز المتعلق بوقت صنع هذه الأواني، أو الحضارة التي استخدمت خلالها.
وكان بعثة بريطانية اكتشفت بضعة مواقع في المنطقة تحتوي على الأواني الحجرية ذاتها في عشرينيات القرن الماضي. وقبل شروع فريق سكوبال عام 2020، بالتنقيب كان هناك 7 مواقع معروفة. وكان فريقه يُحلل الأواني الموجودة في ثلاثة مواقع.
ولفت سكوبال إلى أنه أثناء استكشاف المناطق المحيطة، عثروا على أربعة مواقع جديدة مجهولة سابقًا تضم أواني مكشوفة جزئيًا، ما شكّل مفاجأة سارة لهم.
وقال سكوبال: "من خلال مسحها وتوثيقها بشكل صحيح، يمكن للحكومة والجامعات إدارة تراثها بشكل أفضل والحفاظ على هذه الأواني للأجيال المقبلة".
تاريخ من اللصوص
وريثما تمكّن فريق البحث من اكتشاف الأواني المكشوفة، كانت معظم محتوياتها اختفت منذ فترة طويلة.
وأشار سكوبال إلى أنّ الروايات التاريخية الشفوية تشي بإقدام شعب النجا، وهم قرويون محليون، على سحب خرز ومقتنيات أخرى من الأواني.
ولفت إلى أنه رغم عدم التمكن من تحديد الفترة الزمنية أخذت الخرز من الأواني، إلا أنّ بعض السكان المحليين لا يزالون يحتفظون بها كإرث عائلي، ما يرجّح أن تكون اكتشفت منذ وقت ليس ببعيد.
وقال سكوبال: "في إحدى القرى التي نقيم فيها، أرتني إحدى السيدات المسنّات بعض المجوهرات التي سُحبت من الأواني".
وعثر على أواني مماثلة في لاوس، وكان الباحثون هناك محظوظين بالعثور عليها بحالة جيدة وفي داخلها مشغولات حرفية مثل الخرز إضافة إلى بقايا بشرية.
ويأمل سكوبال أن يجد فريقه في النهاية أواني مغطاة في المواقع الجديدة في ولاية آسام، لدراسة الثقافة المتأتية منها.
ويضيف "ربما لا يزال لدى الأواني المدفونة مقتنيات بداخلها لكننا لم ننقب عنها بعد".
لغز لم يحل
وقال سكوبال إنه من الصعب تحديد تاريخ إنشاء هذه الأواني للمرة الأولى، لذلك لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد الحضارة التي صنعت هذه الأواني الحجرية.
وتشير التقديرات المبكرة إلى أن القطع الأثرية تعود إلى 400 قبل الميلاد أو حتى قبل ذلك، وفقًا لتيلوك ثاكوريا، مؤلف الدراسة الرئيسي، والأستاذ المساعد بقسم التاريخ والآثار في جامعة نورث إيسترن هيل بولاية ميغالايا الهندية.
وأكد سكوبال أن تحديد الفترة الزمنية التي صنعت فيها هذه الأواني تعد أولوية الفريق التالية.
وبهدف تحديد وقت دفن القطع الأثرية، يخطط فريقه لاستخدام تقنية التلألؤ المحفز بصريًا، حيث تأخذ عينة من الرواسب من أسفل الآنية مباشرة وتحدد آخر مرة سقط فيها الضوء على تلك العينة. وعليه يتوافق التاريخ مع تاريخ دفن الأواني، الأمر الذي يمنح الباحثين فكرة أفضل بكثير عن وقت صنعها.
ويساعد الكشف عن الأواني غير المفتوحة بشكل كبير بتحديد تاريخ القطع الحجرية، وفقًا لما ذكره ثاكوريا.
وأضاف ثاكوريا: "نحن بحاجة إلى وضع خطة للتنقيب في ولاية آسام لاستعادة الثقافة المادية، وإعادة بناء السلوك الاجتماعي والثقافي لهذه المجموعات من الناس".