دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشتهر مصر بأجوائها الرمضانية الفريدة التي تجمع الأهل والجيران والأصحاب، وبعد عامين من غياب التجمعات الاحتفالية في رمضان بسبب الإجراءات الاحترازية المعنية بجائحة فيروس كورونا، حرص عدد من أهالي حي المطرية التابع لمحافظة القاهرة أن يعيدوا إحياء الأجواء الرمضانية بتنظيم أكبر مائدة إفطار في مصر جمعت حولها آلاف الصائمين.
وتمكن عدد من المصورين من إبراز هذه الفعالية الرمضانية التي تجسد عودة روحة المحبة والترابط ولم الشمل بين الأهل والجيران في رمضان بمصر هذا العام.
ويروي المصور المصري محمد ورداني لـCNN بالعربية تفاصيل هذا المشهد الإيجابي الذي يعكس ما تدوالته الأعمال الدرامية عن المناطق الشعبية في مصر، حيث تكمن روح الألفة والتعاون بين الجميع.
ويشرح ورداني، الذي دعي للمشاركة في توثيق هذه الفعالية، أن شباب المنطقة يقومون بالتحضير لهذا الإفطار الجماعي قبل بداية رمضان، حيث يشارك جميع الجيران بتغطية التكلفة، ويقوم المنظمون بتقاسم المهام على الأهالي، فمنهم المسؤول عن المشروبات الرمضانية، ومنهم المسؤول عن تحضير أصناف معينة من الطعام، وتلعب السيدات من ربات المنازل الدور الأكبر في مساعدة الرجال الطهاة في تحضير الطعام.
ويقول علاء فريد، أحد المنظمين من أهالي المطرية لموقع CNN بالعربية أنه في البداية، كان الهدف من إقامة هذه الفعالية يتمثل في لم الشمل وإعادة إحياء عادة متعارف عليها في المطرية، وسرعان ما أصبح الهدف تجميع أهالي المنطقة بالكامل من الأهل والجيران والأصدقاء.
ويوضح فريد أن طول مائدة الإفطار وصل حوالي 1000 متر، موزعة على شارعين رئيسيين وشوارع فرعية، مشيرًا إلى أن عدد الحضور قدر بحوالي 6 آلاف فرد، وقد استوعبت المائدة في أول نصف ساعة من الإفطار 4500 شخص، ليجلس بعدهم نحو 1500 شخص آخرين.
ويوضح فريد أن المائدة شملت أطباق الدجاج المشوي مع الأرز، بالإضافة إلى الطواجن اللحم والبطاطا، إلى جانب المقبلات بأنواعها والعصائر الرمضانية، وأطباق الفاكهة، والحلوى الشرقية.
ومثل ورداني، حرص فريد على إبراز في صوره الروح المصرية الشعبية ومشاعر الخير والتراحم التي تجمع الأهل والجيران، مضيفَا أن رمضان في مصر بالفعل "حاجة تانية"، في إشارة إلى أغنية شهيرة للمطرب الإماراتي حسين الجسمي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها حي المطرية هذه الفعالية، إذ أنها تعد بمثابة طقس رمضاني يقام في منتصف رمضان بدأه أهالي الحي منذ 10 أعوام، إلا أنا الجائحة حالت دون إحياءه خلال العاميين الماضيين، حسبما ذكره فريد الذي يشير إلى أن هذه المرة الثامنة التي يشهد فيها الحي تنظيم الفعالية.
ويصف ورداني هذا المشهد الذي خطف الأنظار على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار العديد من الصور قائلًا "إنه مشهد عظيم يظهر الالتزام وروح التعاون بين الأهالي وكأنهم خلية نحل نشيطة".
وطغت المشاعر والأجواء السائدة على مائدة الإفطار ذلك اليوم، والتي يذكرها ورداني قائلًا "مشاعر تقشعر لها الأبدان أعادتنا إلى الزمن الجميل، أصوات السماعات تصدح بالأغاني الرمضانية الشعبية ممزوجة بضحكات الشباب مع كبار السن، بينما أطلت السيدات من الشرفات من أجل مشاهدة الاحتفالية التي شاركت العائلات بمختلف الأعمار في تحضيرها الأنوار وزينة رمضان".
بينما يشبه فريد الأجواء ذلك اليوم بالعرس وعيد لكل الأهالي، ويضيف: "تعجز الكلمات عن وصف مشاعر الحب، والفرحة، والوفاء لهذا الطقس الرمضاني في ذلك اليوم".
وتظهر المشاهد العلوية مائدة الإفطار بالغة الطول وسط الشارع. شاهد الصورة أعلاه
منذ عام 2018، يحرص المصور المصري محمد جودو على حضور "إفطار المطرية" من أجل توثيق الفعالية.
ويقول لموقع CNN بالعربية: "في كل عام أحاول الخروج بزوايا مختلفة عن العام السابق، وبحسب ظروف المكان والتكوينات المتاحة، أبحث عن المكان الذي التقط منه الصور".
ويتابع: "كان الوضع مختلفًا هذا العام نظرًا لحضور العديد من المصورين لتوثيق الفعالية بعد توقف دام عامين".
ويضيف: "كان يجب أن أجد مكانًا مناسبًا ومختلفًا يوضح أجواء الفعالية والأعداد المشاركة ومائدة الإفطار، وبقيت منتظرًا في شرفة البيت مدة ساعة حتى يكتمل المشهد ويحين وقت الإفطار وتمكنت من التقاط هذه الصورة".
وقد حققت الصور لهذه الفعالية انتشارًا واسع النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، إذ يقول فريد إن فريق التوثيق نجح في إبراز مجهود فريق العمل بالكامل الذي وصل لحوالي 300 منظم، مشيرًا إلى أن ردود الأفعال فاقت التوقعات ما بين محلية وعربية.