دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبرز رحلات المنطاد الطائر في سماء الأقصر كتجربة تنفرد بها المدينة وسط المقاصد السياحية في مصر، إذ يقصدها السياح لمشاهدة عظمة الحضارة الفرعونية من السماء (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
وقد تكون زيارة واحدة لا تكفي لاستيعاب هيبة مناظر المعابد والمقابر الفرعونية من الأعلى في الأقصر، وبصفته قائد منطاد، يشرح محمد يوسف محمد لموقع CNN بالعربية، كيف هي تجربة قيادة آلاف الرحلات فوق معالم الأقصر الساحرة.
وبدأ شغف محمد وهو من مواليد الأقصر بقيادة منطاد الهواء الساخن منذ نعومة أظافره، حين كان يشاهد المناطيد تعبر فوق مدرسته لدى الوقوف في الطابور الصباحي، ويقول: تخيلت نفسي على متن المنطاد وأعبر فوق المدرسة، لكن هذه المرة كقائد لمنطاد".
وكان الحظ حليف محمد، إذ كان خاله يملك شركة توفر تجربة التحليق بالمنطاد فوق الأقصر، مما سهل عليه مهمة أن يصبح قائد منطاد.
وفي كل رحلة بالمنطاد، يحرص محمد على توثيق مقاطع فيديو مذهلة لمعالم الأقصر من الأعلى. ويقول: "أحب التصوير بشكل عام، وأحب أن أشارك الناس المناظر من المنطاد".
وخلال عمليات التوثيق، يحاول محمد إبراز جمال مدينة الأقصر من الأعلى، وكيف أنها من أفضل الأماكن في العالم التي يتسنى للسائح فيها خوض رحلة فريدة من نوعها على متن المنطاد الطائر.
ويضيف أنها رحلة تستحق أن يأتي الزائر من أجلها إلى مصر، لافتًا إلى أن هذا ما يحدث في الواقع، إذ أن هناك من يسافر إلى مصر خصيصًا حتى يخوض تجربة التحليق على متن المنطاد الطائر التي لا يُوجد مثيل لها إلا في الأقصر وأماكن محدودة في العالم.
ويشير محمد إلى أنه قاد أكثر من 5 آلاف رحلة بالمنطاد فوق الأقصر منذ عام 2004، وفي كل مرة يحلق فيها، يشعر وكأنه يشاهد مناظر مختلفة لم يرها من قبل على متن المنطاد.
ويُوضح محمد أن رحلة المنطاد تنطلق من أمام معبد الملكة حتشبسوت في منطقة البر الغربي، ومن ضمن المواقع الأثرية التي يمر فوقها المنطاد وادي الملوك ووادي الملكات، ومعبد رمسيس الثاني (الرامسيوم)، ومعبد رمسيس الثالث (مدينه هابو).
وبالإضافة إلى المواقع الأثرية، يمر المنطاد فوق الأراضي الزراعية وحقول قصب السكر والقمح، والتي تضفي جمالًا وألوانًا نابضة بالحياة إلى مناظر المواقع الأثرية.
وفي بعض المرات، يعبر المنطاد شرق النيل، حيث يمكن مشاهدة معابد الكرنك ومعبد الأقصر.
وبالنسبة إلى ما ذكره محمد، يتمثل أجمل مشهد من المنطاد في شروق الشمس من خلف معبد الكرنك، ونهر النيل في الخلفية.
أما فيما يتعلق بسلامة الجولات عبر المنطاد، فقد أكدّ محمد أنها تخضع لأنظمة أمن صارمة، قائلاً إن المنطاد يُعد من أكثر وسائل النقل الجوي أمانًا في العالم، مضيفًا: "كل الشركات التي تنظم رحلات المناطيد تخضع مباشرة لوزارة الطيران المدني، وهناك لجان دورية للتأكد من أن كل شركة لديها تصاريح، وتراخيص، وتدريبات لجميع العاملين من طيارين، ومهندسين، وأفراد الأطقم الأرضية".
وقبل كل رحلة، يجب أن يستمع كل راكب إلى تعليمات الأمان من قائد المنطاد، وفقًا لما ذكره محمد، الذي يشير إلى وجود سيارة إسعاف ودفاع المدني إلى جانب وجود شرطة السياحة لتأمين جميع المناطيد.
ولا تخل قيادة مثل هذه الرحلات من التحديات، مثل سرعة الرياح وكذلك الرؤية الأفقية.