أول دولة آسيوية تنزع الصفة الجرمية عن استخدام القنب..ما هي؟

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة

ودبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت تايلاند الخميس، أول دولة في آسيا تلغي قانون تجريم القنب، لكن العقوبات الصارمة ستظل تطبق على من يتعاطون المخدر لغايات ترفيهية، وفقًا لوزير الصحة التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول.

وفي مقابلة له مع CNN قبل اتخاذ هذه الخطوة، صرح وزير الصحة التايلاندي أنه يتوقّع أن يعزّز الإنتاج القانوني للقنب الاقتصاد، لكنه حذّر من استخدام النبات للترفيه لأن هذا الأمر ما برح محظورًا بالقانون.

وأوضح تشارنفيراكول، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء، أنّ "الأنظمة القانونية تنص على مراقبة استهلاك، أو تدخين، أو استخدام منتجات القنب بطرق غير منتجة".

وبموجب نزع الصفة الجرمية، فإن زراعة الماريجوانا ومنتجات القنب والاتجار بها، أو استخدام أجزاء من النبات لعلاج الأمراض لم يعد يعتبر جريمة.

ويمكن للمقاهي والمطاعم أيضًا تقديم الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على القنب، على أن تقلّ النسبة المستخدمة عن نسبة 0.2 % من رباعي هيدرو كانابينول THC، وهو الجزيئة ذات خاصية المؤثر النفسي الرئيسي في النبات.

ولا تزال العقوبات القاسية سارية بموجب قانون الصحة العامة، قد تصل إلى السجن لثلاثة أشهر ودفع غرامة قيمتها 800 دولار عند تدخين القنب في الأماكن العامة.

وقال أنوتين: "لقد أكدنا دومًا على استخدام مستخلصات القنب والمواد الخام لأغراض طبية".

وأكد أنه "لم يفكروا للحظة بمناصرة الناس كي تستخدم القنب بهدف الترويح عن النفس، أو بطريقة قد تثير غضب الآخرين".

ووجّه وزير الصحة تحذيرًا شديد اللهجة للسيًّاح الأجانب الذين يفكرون بتدخين القنب في الأماكن العامة.

وقال: "ستروّج تايلاند لسياسات القنب لأغراض طبية. إذا جاء السياح لتلقي العلاج الطبي، أو من أجل الحصول على منتجات ذات صلة بالصحة، فهذه ليست مشكلة. لكن إذا اعتقدت أنك تقصد تايلاند لمجرد أنك سمعت أنه تمّ تشريع استخدام القنب أو الماريجوانا.. أو لتدخينها، فهذا أمر غير صحيح".

وتابع: "لا تأتوا. لن نرحب بكم إذا أتيتم إلى تايلاند لهذا الغرض".

وأوضح أنوتين أنهم يتوقعون أن تتجاوز قيمة صناعة القنب بسهولة ملياري دولار، مشيرًا إلى الحوافز الأخيرة مثل التعاون مع وزارة الزراعة لتوزيع مليون نبتة قنب مجانية على العائلات في جميع أنحاء البلاد.

وتابع أنوتين: "بحسب ما قيل لي، تايلاند تعد إحدى أفضل الأماكن لزراعة نبات القنب. وأعتقد أن التايلانديين متحمسون ومتشوقون للمشاركة، سواء كمستثمرين أو مصنّعي منتجات، وكذلك كمستهلكين. ومع التكنولوجيا واستراتيجيات التسويق الحالية، ستتفوّق تايلاند بقدرتها على الترويج لمنتجات القنب في السوق العالمية".

رسائل متضاربة

وشكّل الخميس، يومًا تاريخيًا لجهة تخفيف القوانين الخاصة بالقنب في تايلاند، ويتبع ذلك، القرار التاريخي للبلاد الصادر عام 2018، ويقضي بسماح استخدام الماريجوانا الطبية.

ومنذ ذلك الحين، وتحت إشراف أنوتين، تم تخفيف القوانين المتعلقة بالقنب بشكل أكبر، مع إزالة براعم وأزهار القنب من قائمة المخدرات المحظورة في البلاد.

ومن المقرر إطلاق سراح أكثر من 3 آلاف سجين يقضون عقوبات بالسجن بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالقنب والمخدرات ذات الصلة به، بعد إعلان وزارة الصحة العامة، كما يتم التخطيط لإقامة احتفالات ضخمة في نهاية هذا الأسبوع.

وتنظم Highland Legalization، المجموعة التي تناصر الماريجوانا التايلاندية، يومين من العروض الموسيقية، وحلقات النقاش، وبيع أغذية تحتوي على القنب.

رغم ذلك، حتى مع إصدار القانون الليبرالي، قد تبقى هناك بعض الشكوك، إذ لطالما اشتكى النشطاء من وجود ثغرات في القانون الذي يحوي على رسائل متضاربة.

فقبل أسابيع فقط، ألقي القبض على امرأة تبلغ 56 عامًا في منزلها في مقاطعة تشونبوري الشرقية بعدما اكتشف ضباط شرطة متخفيين نبتة قنب في وعاء داخل غرفة نومها.

أوضح زوجها لاحقًا أنها مصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري وأنهما كانا يزرعان النبات لإضافته إلى طعامهما.

وتعليقًا على القضية، أوضح أنوتين أن الضباط الأربعة المتورطين تمت معاقبتهم، مضيفًا أنهم "تلقوا تحذيرات،بإيقافهم عن العمل، إذ لم يلتزموا بالقانون الذي وضع للتو".

إلى ذلك، أكد أنوتين أن هناك حاجة إلى تثقيف الأشخاص العاديين، وموظفي إنفاذ القانون وإخبارهم إلى أي مدى يمكنهم استخدام منتجات القنب ضمن الإطار القانوني.

بدورها، رحبت كيتي تشوباكا، رائدة أعمال القنب التي تتخذ من بانكوك مقراً لها، بالقانون الجديد، وكانت ناشدت إضفاء الشرعية على استخدام النبات منذ سنوات.

وقالت تشوباكا: "النقطة الأساسية للدفاع عن تقنين القنب هي الترويج للاستخدام الآمن والمسؤول. وفي الواقع سيكون القنب الآن قانونيًا مثل الثوم، ولا توجد قاعدة أو قوانين مفروضة للسيطرة عليه".

لكنها أشارت إلى الاعتقالات الأخيرة، ودعت إلى اتباع نهج حذر قائلة: "من الآن فصاعدًا، من الأفضل استخدام القنب في مكان خاص بعيدًا عن الناس. لا نريد أن نرى المزيد من الأشخاص يدخلون السجن".

نشر