دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في قلب التلال المرتفعة والرمال الذهبية لجبال غرب مدينة أسوان المصرية، يبرز مبنى منعزل بتصميم فريد من نوعه يلفت أنظار الزوار على متن المراكب النيلية، وقد يبدو للوهلة الأولى أنه محض مبنى إلا أنه يرتبط بقصة خالدة.
وفي هذا المبنى، المعروف باسم "ضريح أغاخان"، يرقد جثمان أغاخان الثالث، واسمه الحقيقي السلطان محمد شاة الحسيني.
وذكر موقع "شمس أسوان" التابع لإدارة إعلام محافظة أسوان، أن "أغاخان وهو هندي المولد كان زعيمًا للطائفة الإسماعيلية، وبجواره ترقد زوجته الرابعة والأخيرة المعروفة باسم "البيجوم أم حبيبة"، بائعة الورد الفرنسية التي ابتسمت لها الأقدار وجمعت بين قلبها وقلب أغاخان الثالث بقصة غرام عنيف تكللت بالزواج عام 1942".
وأوضح موقع "شمس أسوان" أن قصة أغاخان الثالث في أسوان تعود إلى عام 1954، حين كان يعاني من الروماتيزم وآلام العظام، وبعد فشل كل محاولات الأطباء في إيجاد علاج لحالته، نصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان، فجاء بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة من اتباعه على مقعد متحرك، وأحضروا له أفقه شيوخ النوبة بأمور الطب، والذي نصحه بدفن نصف جسمه السفلي في رمال أسوان لمدة 3 ساعات يوميًا في الأسبوع.
وأشار موقع "شمس أسوان" إلى أنه بعد أسبوع من اتباع هذا العلاج الطبيعي، عاد أغاخان إلى فندق كتراكت العتيق الذي كان يقيم فيه ماشيًا على قدميه وسط فرحة عارمة من زوجته ومؤيديه، ومنذ ذلك الحين، قرّر أن يزور أسوان كل شتاء، حيث عشق أغاخان وزوجته نيل أسوان وأقاما في فيلا تطل على نهر النيل.
وأضاف الموقع أنه تخليداً لذكرى زوجها في المنطقة التي شُفي فيها من المرض، بُني هذا الضريح تلبيةً لرغبة "البيجوم أم حبيبة" زوجة أغاخان الذي تُوفي عام 1957 وأوصى قبل وفاته ببناء مقبرته على الطراز الفاطمي بالجبل الغربي بأسوان.
وذكرت هيئة التنشيط السياحي المصرية أن الضريح كان يعد واحدًا من أهم المزارات السياحية بأسوان، إلا أن "البيجوم أم حبيبة" أغلقته أمام العامة في عام 1997، حتى يرقد زوجها المتوفي بسلام.
ومع ذلك، يشتهر الضريح بقصة رومانسية تخلد وفاء "البيجوم أم حبيبة" لزوجها، إذ أمرت بوضع وردة حمراء من نوع "رونرا بكران" داخل كأس فضي على قبره كل صباح، وفقًا لما أوضحه موقع "شمس أسوان".
وخلال رحلته إلى أسوان، تمكنّ مدون رحلات السفر الأمريكي جاريد جاروليني من مشاهدة ضريح أغا خان عندما قام بجولة على متن قارب الفلوكة على طول نهر النيل.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أوضح جاروليني أنه أثناء جولته على طول نهر النيل، أطلعه المرشد السياحي المرافق له على العديد من المعالم وأخبره عن أهمية كل موقع.
وبرز ضريح أغاخان بين بقية المعالم الأخرى في أسوان، نظرًا لهندسته المعمارية الجميلة وموقعه الفريد، حسبما ذكره جاروليني.
ويقع الضريح على قمة تل على الجانب الغربي من نهر النيل، ويطل على مناظر خلابة بمدينة أسوان.
وقال جاروليني: "وجدت هذا الهيكل مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي بسبب تاريخه الغني وهندسته المعمارية الرائعة"، مضيفًا أن استخدام المهندس المعماري للحجر الجيري الوردي جعل هذا الهيكل يبرز بين المناظر الطبيعية الصحراوية.
ووصف جاروليني مشاهدة الضريح من القارب قائلًا: "لقد استمتعت بشكل خاص بالإبحار بالقرب من الضريح أثناء غروب الشمس بسبب إضاءة غروب الشمس على المبنى، والتي أضافت له منظرًا مهيبًا".
وأوضى جاروليني أي شخص يرغب في رؤية ضريح أغاخان أن يستأجر قارب فلوكة وأن يطلب من قبطان المركب المرور بجانب الضريح أثناء الإبحار، حيث يمكن مشاهدة المنطقة المحيطة والاقتراب إلى حد ما من المبنى دون الحاجة إلى الذهاب إليه.