دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في أعماق مياه خليج العقبة بالأردن، تقبع طائرة تجارية قديمة تُقدّم للغواصين فرصة فريدة لاستكشاف الكنوز المخبَّأة في هذا العالم.
وكشف المصوّر تحت الماء الأمريكي بريت هولتسر، عن مغامرة استكشاف الطائرة الغارقة في جوف بحر العقبة.
وقال هولتسر لموقع CNN بالعربية إنّ الطائرة تقع في منطقة تحتوي على عدد قليل من الشعاب المرجانية والحياة البحرية لتخلق حيدًا مرجانيًا اصطناعيًا.
وأشار المصور إلى أن الطائرة أصبحت ملاذًا للعديد من مستكشفي الحطام والمصورين تحت الماء.
وأُغرقت الطائرة التجارية غير الأردنية، والخارجة عن الخدمة منذ سنوات عدّة في مياه خليج العقبة بهدف رفع أسهم سياحة الغوص، وتوفير بيئة مرجانية جميلة في قعر البحر، وفق ما ورد في وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
والجدير بالذكر أنّ الطائرة بقيت منسية في مطار الملك الحسين الدولي منذ سنوات، حتى عام 2019، حين قامت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية بشرائها بهدف إغراقها بالقرب من ميناء النقل القديم، في الطرف الشمالي من العقبة.
ويشرح هولتسر أن الطائرة الغارقة تقع على عمق يتراوح بين 15 إلى 28 مترًا، حيث يقبع ذيل الطائرة بأعمق جزء.
وتشكل قمرة القيادة أضعف جزء من الحطام، وتواجه الشاطئ على ارتفاع 13 مترًا.
ويمكن للغواصين المحترفين دخول الحطام من بابين خلف قمرة القيادة.
وقد أزيلت مقاعد الصف الأوسط داخل جسم الطائرة للسماح بوصول أفضل للغواصين.
ويتمكن الغواصون من العودة إلى الخلف عبر بابي الخروج الأخيرين، وهما على عمق 28 مترًا، كما يمكنهم الخروج من الأبواب الوسطى التي يبلغ عمقها حوالي 20 مترًا.
وأسفل جناحي الحطام، يمكن العثور على العديد من الشعاب المرجانية الناعمة، والأخطبوطات التي تتغذى على مقربة من رؤوس المرجان.
ويحيط بالحطام إسفنج ضخم مليء بمجموعة متنوعة من الأسماك.
ولفت هولتسر إلى أن قمرة القيادة وصفوف المقاعد على الجانبين والمطابخ لا تزال في مكانها، لذا يمكن للغواصين السباحة داخل المكان بأكمله ومشاهدة قمرة القيادة، والمطابخ، ومقاعد الركاب.
واتخذت العديد من الأسماك موطنًا لها هنا، وليس من غير المعتاد مشاهدة أنواع مثل الأسماك المنتفخة وغيرها من الكائنات البحرية صغيرة الحجم.
وقال هولتسر، إن هذه المغامرة تمنح تجربة غوص واقعية داخل طائرة تجارية حقيقية.
وقد لاقت الصور التي التقطها هولستر تحت الماء استحسان متابعيه، الذين يخطط بعضهم لزيارة العقبة بهدف الغوص في هذا الحطام.
ويؤكد هولتسر أنه لا يمكن لأي شخص استكشاف هذا الموقع، موضحًا أنه نظرًا لعمقه يتطلب الأمر أن تكون غواصًا محترفًا، كما يوصي بإجراء حجوزات مسبقة، وخاصة أن زيارة الموقع تتطلب استخدام القوارب للوصول إليه.