دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قبل أكثر من 100 عام، بدأ بناء فندق "بيرا بالاس" الأيقوني في تركيا الذي أثار الدهشة منذ افتتاحه.
ورغم أن الانجذاب نحو الفندق لم ينقطع على مرّ عقود، إلا أن المسلسل الدرامي التاريخي "منتصف الليل في بيرا بالاس" لعام 2022، الذي تدور أحداثه في هذا الفندق التاريخي بإسطنبول، أدّى إلى المزيد من الاهتمام.
غرف تحتضن التاريخ
ويُعد "بيرا بالاس" أول فندق دولي بمعايير عالية بُني لخدمة ركاب النخبة في قطار الشرق السريع (Orient Express)، والذي بدأ عملياته في القرن الـ19.
وكان "بيرا بالاس"، الذي افتُتح في عام 1895، المبنى الأكثر شعبية في تلك الفترة باعتباره الفندق الوحيد الذي يتمتع بالراحة والرفاهية التي يمكن أن تلبّي توقعات ركاب القطار.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال مدير المبيعات والتسويق في فندق "بيرا بالاس"، باريش أتيك، إن الفندق كان "أول مبنى مُزوّد بالكهرباء والمياه الساخنة بعد القصور في إسطنبول وقت بنائه، كما أنه تميّز بكونه الفندق الثاني في أوروبا، والأول في تركيا، الذي امتلك مصعدًا كهربائيًا".
ويتخذ الفندق أهمية تاريخية أكبر، لدى معرفة أن مؤسس تركيا، مصطفى كمال أتاتورك، أقام في الغرفة رقم 101 لفترة طويلة.
من ضيوف ملكيين إلى جاسوسة
ونظرًا لخلفيته التاريخية الغنية، يُعد "بيرا بالاس" فندقًا ومُتحفًا في الوقت ذاته، ويواصل خدمته عبر الجمع بين روعة الماضي، وراحة العصر الحديث.
ويمكن للزوار استكشاف جانبًا من التاريخ في الغرفة التي مكث فيها أتاتورك عدّة مرات بين عامي 1917 إلى 1937، إذ تم تحويلها إلى متحف في الذكرى المئوية لميلاده.
وتم الحفاظ على الغرفة التي تعرض متعلقاته الشخصية.
واستضاف الفندق أيضًا العديد من الشخصيات الشهيرة مثل المؤلفة أغاثا كريستي، والتي تُعرف بـ"ملكة الجريمة" بفضل قصصها التي تتمحور حول الجرائم.
وأقامت الروائية في الغرفة رقم 411 في الفندق، حيث قيل إنها كتبت روايتها التي تُشرت في عام 1934، "جريمة على قطار الشرق السريع" (Murder on the Orient Express).
وتضمّن ضيوف القصر المعروفين أيضًا الملكة إليزابيث، والإمبراطور النمساوي المجري فرانز جوزيف، والممثلة الهوليوودية زازا غابور، وزوجة رئيس الولايات المتحدة الأسبق، جون إف. كينيدي، جاكلين كينيدي، والمخرج ألفريد هيتشكوك، والمؤلف إرنست هيميغواي، إضافةً إلى الراقصة والجاسوسة الهولندية ماتا هاري، والتي أُعدمت رميًا بالرصاص في عام 1917 بعد اتهامها بالعمل كعميلة مزدوجة.
وأكّد أتيك أنه "مع بث مسلسل منتصف الليل في بيرا بالاس، قُوبل فندق بيرا بالاس، الذي كان مزدحمًا بالفعل، بالمزيد من الاهتمام الشديد. وكل يوم، ينتظر مئات الأشخاص في طابور عند الباب لدخول الفندق".