دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما تفكّر بجنوب فرنسا، وبصور حقول الخزامى على البطاقات البريدية في منطقة بروفانس ومواقع اليخوت.. يحتمل أن تتبادر إلى ذهنك كلًا من مدن نيس، وكان، وسان تروبيه.
لكن، انظر إلى خريطة فرنسا وتتبع بإصبعك من باريس نزولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث ستتوقف أخيرًا في منطقة أوكسيتاني، التي تضم إقليم أود ومدينة ناربون الساحلية والمناطق المحيطة أحد أكثر المناظر جمالًا واسترخاءً للجنوب الفرنسي.
واليوم، يزور المنطقة غالبية الأشخاص للاستمتاع بتناول المأكولات البحرية المحلية، المصطادة مباشرة من البحيرات الضحلة، ولاحتساء النبيذ مع خلفية لجبال البرينيه الممتدة نحو إسبانيا.
وخلال أقل من ساعة من ناربون على نهر أود، تجذب بلدة كاركاسون الرائعة معظم السياح إلى المنطقة.
ويعد هذا التراث العالمي لليونسكو مثالًا بارزًا لبلدة محصنة يعود بناؤها للعصور الوسطى، وتحمل جذورًا إلى ما قبل الرومانية.
ولكن، يمتد التاريخ أيضًا في عمق مدينة ناربون ومحيطها التي غالبًا ما يتم تجاهلها. فهي مدينة ساحلية قديمة يعود تاريخها إلى 118 قبل الميلاد، وكانت أول مستعمرة رومانية تأسست في بلاد الغال.
وتُعرض آثار غالو الرومانية في متحف Narbo Via الجديد، الذي افتتح في مايو/ أيار عام 2021.
وتتدفق قناة "دو ميدي" التي يعود شقّها إلى القرن السابع عشر، كي تربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، في قلب ناربون، وتنقل آلافًا من ركاب البارجة البحرية كل عام في رحلات بين بلدية سيت ومدينة تولوز.
وعلى حدود القناة في ناربون، يوجد سوق Les Halles الشهير في المدينة، حيث يتلاشى صخب الصباح خلال وجبة الغداء، عندما يغلق الباعة أكشاكهم، وتمتلئ المطاعم بالأشخاص الذين يحتسون النبيذ مع وجبتهم في منتصف النهار.
ويقول صانع النبيذ، جيرارد برتران، لـCNN: "يحب سكان ناربون تطوير حياتهم الاجتماعية من خلال جلسة حول كأس من النبيذ في السوق".
تطور تاريخ صناعة النبيذ
بينما ترسخت الكروم في منطقة لانغدوك منذ آلاف السنين، كانت ناربون أول ميناء يتم من خلاله تمرير النبيذ لأنحاء الإمبراطورية الرومانية.
ويقول برتران إن المنطقة في نهاية المطاف "فقدت نبلها، وغالبًا ما كانت تفضل الحجم بدلاً من الجودة".
لكن منذ سبعينيات القرن الماضي، بحسب قول سيرا غوتو، عالمة النبيذ في بوردو، تم الحرص على إعادة زراعة الأصناف المتكيفة مع المناخ المحلي والتربة الخاصة بمزارع العنب في لانغدوك روسيون التي "تحافظ على احترام كبير للمكان الطبيعي والبيئة".
وتتميز المنطقة بتنوع مذهل من التربة والأصناف والنبيذ.
وتعتبر أحد أهم مناطق إنتاج النبيذ العضوي في فرنسا.
وإذا كنت ترغب بالإقامة بين مزارع الكروم الحيوية على مقربة من ناربون، يعد Château l'Hospitalet لمالكه بيرتران ملاذًا هادئًا داخل كروم La Clape.
وأقيم فندق النبيذ والبوتيك الساحلي داخل مستشفى سابق من القرن الحادي عشر، ويضم مطعم L'Art de Vivre، الذي يتميز بالمنتجات الموسمية والعضوية، إضافة إلى لحوم البقر وثعبان البحر.
وعلى مدار العام في المنطقة، يمكنك التنزه على طول رمال بلدية غرويسان غير المزدحمة، والمشي لمسافات طويلة تتمتع بمناظر غير متوقعة في Gouffre de l'Oeil Doux، حمام سباحة بلون الزمرد.
وفي منطقة Salin de Gruissan بالقرب من قرية غرويسان لصيد الأسماك، تتميز البحيرات بلون وردي بسبب وجود طحالب تتفاعل مع ضوء الشمس.
وبالنسبة إلى عشاق المحار، فيمكنهم التوجه نحو شمال شرق ناربون، على طول الساحل، إلى مقاطعة هيرولت المجاورة ومدينة مرسيليا الساحلية.
فما رأيك؟ هل ستزور هذه المعالم خلال سفرتك المقبلة لفرنسا؟