دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في حي الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة، تقبع حديقة عمرها يتجاوز 150 عامًا، كشاهد على قصص الحب التي عاشها العشاق بين ممراتها.
ولم يكن ارتباط حديقة الأسماك بأجواء الحب والرومانسية محض صدفة، فهنا قام العندليب الأسمر عبد الحليم الحافط، بملاحقة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وغنّى لها "كان يوم حبك أجمل صدفة .. لما قبلتك مرة صدفة" بفيلم "موعد غرام" عام 1956.
ويعود تاريخ حديقة الأسماك إلى العام 1867، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أمر بإنشائها، وتُعد من أفضل الحدائق التي أنشئت في عهده بالقاهرة، وفقًا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
وتقع الحديقة، بالتحديد بشارع "الجبلاية"، وهي بمثابة "إحدى العلامات التاريخية المميزة بحي الزمالك الراقي، الذي يُعد أحد أشهر ضواحي العاصمة المصرية"، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
وخلال زيارته لأول مرة لحديقة الأسماك، أراد المصور المصري، محمد رياض، أن يستحضر ذكريات الماضي ويستكشف هذه الحديقة باحثًا في الوقت ذاته عن فرصةٍ للاسترخاء والمتعة، حسبما ذكره لموقع CNN بالعربية.
وحرص رياض على توثيق المغارات والكهوف البحرية المبنية من الطين والقرميد، التي تميز تصميم الحديقة، مشيرًا إلى أنه وثّق الجسر الخشبي الذي خطت عليه أقدام العديد من ثنائيات الزمن الجميل لتميثل بعض أشهر مشاهد أفلامهم، مثل أحمد رمزي وفاتن حمامة في فيلم "القلب له أحكام"، وشادية وكمال الشناوي في فيلم "عش الغرام".
وعن انطباعه فور دخول المكان، أشار المصور المصري إلى الجمال الآسر الذي تحتفط به الحديقة.
وتتكون الحديقة، التي تبلغ مساحتها نحو 38445 مترًا مربعًا، من مدخل بفتحتين تشبهان في هيئتهما خياشيم الأسماك، وخلفهما منطقة البهو، وإلى جانب الفتحتين تتواجد زعنفتان خلفهما الممرات الأربعة للحديقة.
أما الجبلاية من الداخل، فقد صُممت على أن تكون على شكل ممرات أو تجاويف داخل شعاب مرجانية تقبع في باطن البحر، وهي تصاميم تعزف ألحاناً عند مرور الهواء بها.
وخارج الجبلاية، تفصل الممرات بين مسطحات خضراء تحتوي على أشجارٍ نادرة، جُلبت خصيصاً من مدغشقر، وأستراليا، وغابات تايلاند.
وعبر حسابه على موقع "انستغرام"، حيث يشارك متابعيه توثيقه للمواقع السياحية المجهولة في مصر، شارك رياض مقطع فيديو قصير لزيارته حديقة الأسماك بالزمالك، ليصطحبنا عبر ممراتها وكهوفها.
وتضم الحديقة 49 حوضاً للأسماك المتنوعة والنادرة، مثل الأسماك النيلية والبحرية وأسماك الزينة، كما يوجد بها بانوراما لعرض الأسماك المحنّطة، وفي أقسامها الأخرى تضم بعض أنواع السلاحف والزواحف البحرية التي تعيش في المستنقعات والأنهار.
وفي واجهة الحديقة، يحتضن حوضٌ كبير أنواعًا من الأسماك المفترسة، مثل أسماك القرش وأسماك الخنزير وغيرها.
ويُذكر أنّ الحديقة أُغلقت في عام 1965 لفترة طويلة، بهدف إصلاحها وتجديدها، وفتحت أبوابها مرة أخرى عام 1983.