دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثبت عدد من المنتجعات في جزر المالديف أنّ مفاهيم الفخامة والاستدامة قد يتكاملان.
وقال جيمس إلسمور، الرئيس التنفيذي لشركة Island Innovation، وكالة تساعد أصحاب المصلحة في وجهات الجزر الصغيرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إنّ "عامل جذب كبير للسياحة يشكّل المحيط البيئي الصحي الذي يزوره الأشخاص لرؤيته.. من الواضح أنه يجب الحفاظ على هذا النوع من البيئة من أجل الاستمرار في جذب السياحة ذات الإنفاق المرتفع".
وغالبًا ما يتم إلقاء اللوم على قطاع السياحة وتسببها بتفاقم الأزمة البيئية.
وتدّعي منتجعات جزر المالديف ارتفاع الطلب على الطاقة والموارد، ما يؤدي إلى زيادة في إنتاج النفايات. ليس ذلك فحسب، وإنما تعتمد على الرحلات الجوية الطويلة والمثقلة بالانبعاثات لجلب السيّاح إليها.
ويعتقد الخبراء أنّ العمل المستدام ضروري في منتجعات جزر المالديف، التي يزيد عددها على 150 منتجعًا، لبقاء أعمالها التجارية على قيد الحياة.
وتقوم حكومة جزر المالديف بفرض سياسات تحث على اتخاذ تدابير سياحية مستدامة. وحددت بدورها تطلعاتها لحياد الكربون الوطني بحلول عام 2030، ونفذت حظراً على المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام، بحلول عام 2023.
مرافق إعادة التدوير في الموقع
في السابق، أديرت الكثير من نفايات البلاد بشكل سيئ، ما تسبب بتلوث الهواء، وإلحاق الضرر بالنظام البيئي البحري.
ولحسن الحظ، اتخذت الحكومة خطوات لمعالجة هذه القضايا.
على سبيل المثال، تحتضن منتجعات "سونيفا" الرائدة في مجال البيئة، التي تشغل فندقين في جزر المالديف، برنامج تسميد قوي. وتدير أيضًا منشأة Eco Centro لمعالجة النفايات في الموقع، حيث تعيد تدوير حوالي 90٪ من البلاستيك، والألمنيوم، والنفايات الزجاجية في المنتجعات.
بالتوازي، أطلق "فيرمونت المالديف"، الساعي كي يكون "أول منتجع خالٍ من النفايات" في البلاد، مختبر الاستدامة الخاص به في وقت سابق من هذا العام.
ومن المقرر أن يصبح المرفق مركزًا إقليميًا لإعادة التدوير للمجتمعات المحيطة، مع الاضطلاع بمهمة أخرى تتمثّل بتثقيف أطفال المدارس المحليين حول أهمية إعادة التدوير والحفظ.
منشآت الطاقة الشمسية
تتميز جزر المالديف الاستوائية بأشعة شمس، الأمر الذي يُمهّد الطريق لتوليد الطاقة الشمسية المتجددة، التي تتطلع المزيد من المنتجعات إلى الإفادة منها.
وفي عام 2018، أصبحت Kudadoo Maldives Private Island أول منتجع في البلاد يعمل بالطاقة الشمسية بنسبة 100%، وذلك بفضل حوالي ألف لوحة شمسية تغطي سطح "The Retreat"، وهو مركز لتناول الطعام والاستجمام.
وتشمل العقارات الأخرى، التي تتضمن مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة، كلًا من فندق "دوسيت ثاني المالديف"، وفندق "ريتز كارلتون المالديف".
ويضم فندق "لوكس ساوث أري أتول" أكبر محطة طاقة شمسية عائمة بالعالم، في البحر.
ومن الواضح أن المنتجعات ليست الوحيدة التي تعتمد على الطاقة الشمسية. ففي وقت سابق من هذا العام، أعلن مطار "غان" الدولي أيضًا عن خططه كي يصبح أول مطار في جزر المالديف يعمل بواسطة الطاقة الشمسية بالكامل.
ونظرًا لمحدودية البنية التحتية الزراعية، يجب نقل معظم المواد الغذائية التي يتم تقديمها في جزر المالديف جواً.
وبدافع المساعدة لتعويض البصمة الكربونية، وتقليل نفايات التغليف المرتبطة بها، وتوفير التكاليف في الوقت عينه، تعمل العديد من المنتجعات على تطوير حلول بديلة محلية.
على سبيل المثال، وُعد الضيوف الذين يتناولون في مطعم Zero في Sun Island Resort & Spa بالتركيز على المأكولات البحرية الطازجة والمنتجات المقطوفة من حديقة الفندق.
برامج حماية الضيوف
مع مواجهة جزر المالديف لمثل هذه المخاطر البيئية الوخيمة، يشعر العديد من المسافرين بأنهم مضطرون لتقديم المساعدة.
ويمكن لزوار Six Senses Laamu التعاون مع أكبر فريق من علماء البحار في الدولة، في إطار جزء من مبادرة "جزر المالديف تحت الماء" (MUI) التي يشرف عليها المنتجع.
ونجحت هذه المجموعة بحماية مئات السلاحف البحرية، وأكثر من مليون قدم مربع من الأعشاب البحرية.
ويمكن لضيوف المنتجع الاشتراك في مجموعة من الأنشطة تعنى بالحفاظ على البيئة البحرية، ضمنًا عمليات التنظيف المنتظمة للشعاب المرجانية، والمحاضرات الأسبوعية للحفظ، ونزهات الغوص تحت إشراف عالم الأحياء البحرية، وبرنامج الأحياء البحرية للأطفال الصغار.
وفي الوقت نفسه، سيطلق فندق "جيلي لانكانفوشي" مركزًا جديدًا للأحياء البحرية في وقت لاحق من هذا العام، مع مساحة مخصّصة للبحث، وبرنامج تجديد الشعاب المرجانية الموسع.
ويمكن للضيوف المشاركة في التنظيف العملي للشعاب المرجانية، وإعادة تأهيلها جنبًا إلى جنب مع علماء الأحياء البحرية.
وقال مارتين فان ويل، المدير العام الإقليمي في Six Senses Laamu، إن مهمة المنتجع تتمثل بتقديم "نصائح وأسرار صغيرة حول كيفية عيش حياة أكثر استدامة، يستطيعون تطبيقها في المنزل".