دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو "مسابح كليفلاند" (Cleveland Pools) كما لو أنها انتُزعت من صفحات رواية للكاتبة جين أوستن، أو كأنها حلقة من مسلسل "بريدجيرتون" بحجارتها العسليّة اللون، وغرف تغيير الملابس هلاليّة الشكل، وموقعها المثالي على ضفاف نهر "أفون" بإنجلترا.
ولكن، لماذا يبدو المسبح الخارجي البالغ من العمر 207 أعوام بهذه الروعة دائمًا.
وأُعيد افتتاح المسبح في نهاية الأسبوع الماضي، ورحّب بالسباحين لأول مرّة منذ 40 عامًا تقريبًا.
وكان ذلك حصيلة حملة بقيادة المجتمع استمرّت لـ18 عامًا، وعمليّة تجديد بلغت كلفتها أكثر من 9 ملايين جنيه إسترليني (9.8 مليون دولار).
واتّجه 100 من السبّاحين المحظوظين، نحو المياه الباردة، واستمتعوا بالمسبح الرئيسي الذي يمتد لـ25 مترًا، والمسبح الرئيسي الهلالي، ومسبح آخر أصغر، وأقل عمقًا.
وتُعتبر "مسابح كليفلاند"، التي بُنيت في عام 1815 وفقًا لتصاميم المهندس المعماري جون بينش، بمثابة أقدم مسبح خارجي عام في المملكة المتحدة.
وكانت تُغذيها مياه نهر "أفون" مباشرةً.
وبحسب ورقة بحثيّة تتمحور حول التاريخ المحلي، دفع السباحون الأوائل رسوم اشتراك سنويّة، وكان من بينهم مستكشف للقطب الشمالي، وصناع الساعات، وجراحين، ومهندسين معماريين، ومصرفيين، ومشرّعين قانونيين.
وخلال ذروته في العصر الفيكتوري، تولّى السيد إيفانز غريب الأطوار، مع قرد البابون الأليف الخاص به، رئاسة المسابح، وكان يُعلّم السباحة، ويغوص في المسبح من ارتفاع شاهق أثناء ارتداء قبعة طويلة لحماية رأسه، وفقًا لموقع "مسابح كليفلاند" الإلكتروني.
ولكن في وجه منافسة حمامات السباحة الداخليّة الساخنة، تضاءلت شعبية "مسابح كليفلاند" في أواخر السبعينيات، مع إغلاقها في عام 1978.
ورُغم محاولات إحيائها التي لم تدم طويلاً، إلا أنها أُغلقت نهائيًا في عام 1984.
واستُخدم المسبح كمزرعة لأسماك السلمون المرقّط لفترة من الوقت قبل أن يتضرّر، ويُعرض للبيع من قبل المجلس المحلي في عام 2003.
وبعد ذلك بوقتٍ قصير، شكّلت مجموعة من السكان المحليين "صندوق مسابح كليفلاند" (Cleveland Pools Trust) لحماية الموقع، كما أنها قامت بجمع الأموال اللازمة لتجديد المسابح من مصادر مختلفة، بما في ذلك مسابقة اليانصيب الوطني، والحكومة.
وفي نهاية المطاف، بدأت عمليّة البناء التي اتسمت بالتعقيد في مايو/أيار من عام 2021.
وكان لابد من نقل جميع المواد إلى الموقع عبر النهر، وباستخدام بارجة.
وقال مدير المشروع، مارك تريجليس، لـ ITV: "لم نضطر فقط للحركة حول المسابح الموجودة بالفعل، وفي منطقة مُهملة تمامًا، بل كان علينا أيضًا جلب جميع موادنا، ومصنعنا عبر النهر"، وأضاف: "لذلك، ليس هذا أمرًا تفعله كل يوم".
وبحسب ما ورد من "بي بي سي"، قالت مديرة المشروع، آنا بيكر: "أنا فخورة للعبي دورًا في عملية ترميم لم يعتقد الكثيرون أنها ممكنة. ولقد كانت معقّدة وصعبة للغاية. ولكنها كانت فريدة من نوعها أيضًا".
وبدءًا من العام المقبل، سيتم تسخين المسابح باستخدام تقنية المضخات الحراريّة التي تحوّل الطاقة من نهر "أفون".