دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك بأن مياه البحر الأحمر في مصر تُعد من أفضل مواقع الغوص في العالم، حيث تجذب محبي الغوص لاسكتشاف كنوزها من العجائب الطبيعية، وكشف أسرارها.
واستطاع مصور الطبيعة والحياة البرية المصري رمضان عوّاد، توثيق إحدى عجائب البحر الأحمر المتمثلة في مرجان صخري يتخذ شكل مخ الإنسان بشكل مثير للدهشة، والذي يُعد من أجمل الشعاب المرجانية بأعماق البحر الأحمر.
وكما يوحي مظهره، يُطلق على هذا النوع من المرجان البحري اسم مرجان المخ، ويعرف أيضًا بمرجان الدماغ، إذ أنه يتمتع بحفر عميقة تشبه طيات الدماغ، وفقًا لموقع "Oceana" المعني بحماية المحيطات حول العالم.
وقد تتخذ هذه الحفر كذلك شكل المتاهة، ما أدى إلى ظهور الاسم العلمي "labryinthiformis".
وهذا الكائن الحي رغم مظهره الدماغي، إلا أنه لا يملك دماغًا، وقد ينمو بطول 6 أقدام ويعيش حتى 900 عام، وفقًا لخدمة المحيط الوطنية.
وينمو هذا المرجان ببطء شديد، لكنّه يبني هياكل فائقة القوة تعمل كأساس للشعاب المرجانية، ما يشكل أهمية بيئئة كبيرة.
ويستغرق هذا النوع الضخم من الشعاب المرجانية وقتًا طويلاً حتى يُصبح بتلك الأحجام الكبيرة، ولكن بمجرد نموه، يوفر حماية فائقة للحياة البحرية والسواحل.
ويمكن أن تمتص الشعاب المرجانية ما يصل إلى 97% من طاقة الأمواج أثناء العواصف، ويلعب مرجان المخ دورًا مهمًا في هذه الوظيفة.
ويقول عوّاد لموقع CNN بالعربية، إن توثيقه لمرجان المخ بالبحر الأحمر كان بهدف "التوعية البيئية للحفاظ على حياة الشعب المرجانية في مختلف السواحل المصرية".
ويقوم عوّاد بعمليات توثيق موسّعة بمختلف سواحل البحر الأحمر من أجل نشر الوعي البيئي عن الكائنات البحرية.
ويشير عوّاد إلى أن العثور على هذا النوع من الشعاب المرجانية يتطلب تجهيزات مختلفة، منها نوعية التصوير وتحديد أماكن الغوص من أجل الحصول على صورة واضحة بأبعاد مختلفة.
وفي بعض الأحيان، يجد يعضًا من مرجان المخ بوضع متهالك، ويعود السبب في ذلك إلى القوارب السياحية التي ترمي بخطافها بشكل عشوائي على الشعاب المرجانية، ما يسبب خدوش على سطحها.
ويلفت إلى أنّه يختار توثيق مرجان المخ الحي الذي يتمتع بالبنية السليمة حتى بصورة تفي جمال هذا الكائن الفريد من نوعه.
ويشرح عوّاد أنّ مرجان المخ يُعد من أنواع المرجان الصلبة، والتي تتحمل الكثير من الأضرار داخل المياه، فضلًا عن أنه يتمتع بمظهر فتّان وعجيب، بسبب شكله الذي يجسد شكل مخ الإنسان.
ويوضح عوّاد الدور الجوهري الذي تقوم به تلك الكائنات الحية البديعة في تنظيف المياه من العوالق البحرية.
ويقول عوّاد: "تعمل تلك الكائنات البحرية كشبكة تصفية لمياه البحر من العوالق أو أنواع البكتيريا التي تعيش في مياه البحر".
ونالت الصور التي شاركها عوّاد عبر منصته على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، أصداء واسعة النطاق، إذ عبّر متابعوه عن انبهارهم بهذا المخلوق البديع، ولفتوا إلى أن هذا الكائن البحري بمثابة "اسم على مسمى".
ويقول عوّاد: "رحب الكثير من الأشخاص بوجود هذا النوع من المرجان في بحرنا الأحمر، كما أشاد البعض بأهمية التوعية البيئية من أجل الحفاظ على تلك الأنواع في مختلف سواحلنا المصرية".