دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم أن الطبيعة قد تكون مصدرًا للحظات حميمة ووديعة بين الحيوانات البريّة، مثل احتضان أنثى غوريلا لصغارها، أو لعب ملك الغابة مع أشباله، إلا أنها تعكس أيضًا أمثلة على القسوة، والمشقّة. والتقط المصور الزامبي، شفيق مولا، هذا الجانب في صورة مؤثّرة.
وفي زامبيا خلال رحلة خطط لها مع أصدقائه بعام 2021 في منطقة منعزلة بوادي "لوانغوا"، وثق مولا لحظة قد تجعلك عاجزًا عن الكلام لوهلة.
ورصدت المجموعة أنثى نمر تُدعى "أوليمبا"، وقرّرت تتبّعها لعدّة أيام لاكتشاف السلوكيّات المذهلة لهذه الحيوانات البرية من النمور.
وسنحت الفرصة للمجموعة برؤية "أوليمبا" وهي تتربّص، وتصطاد الفرائس، ولكنها أصابتهم بالدهشة في إحدى الأيام عند اصطيادها لأنثى قرد من نوع "الفرفت".
وقد يكون الأمر في البداية غير مؤثر للمشاهد، حتى يُلاحظ صغير أنثى القرد الخائف الذي لا يزال يتثبّث بجثّة والدته بقوّة.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال المصور إن "رؤيتها (أنثى النمر) وهي تحمل أنثى قرد الفرفت في فمها، بينما لا يزال صغيرها متمسكًا بالحياة، كان موجعًا للقلب".
ورغم أن نشر هذه الصورة لم يكن قرارًا سهلاً بالنسبة لمولا، إلا أنه شعر بضرورة إظهار الجانب الآخر للطبيعة أيضًا بصفته مصورًا للحياة البريّة.
وأكّد المصور: "لا يمكن أن تكون الطبيعة جميلة دائمًا. ويجب أن يموت أحدهم، ليعيش الآخر".
وتُدعى الصورة "An Unforgiving Kingdom"، أي "مملكة لا تَرحم".
وتُجسّد هذه الصورة عبارة لطالما سمعناها، أي البقاء للأقوى.
وحازت هذه الصورة على لقب خَيار عضوة لجنة الحكم، آمي فيتالي، ضمن مسابقة تصوير تابعة لمنظمة "حفظ الطبيعة" غير الربحيّة (The Nature Conservancy) لعام 2022.
ويعتبر مولا نفسه شغوفًا في توثيق الطبيعة بعدسته، ولكنه يرى أن تصوير القطط الكبيرة أولويّة دائمة بالنسبة إليه، بحسب ما ذكره.