أطول امرأة بالعالم تسافر جوّا للمرة الأولى.. كيف تعاملت معها شركة الطيران؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
أطول امرأة بالعالم تسافر جوًا لأول مرة في حياتها..كيف كانت رحلتها؟
Credit: ORHAN KUZU/ANADOLU AGENCY/GETTY IMAGES

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الآونة الأخيرة استقلت أطول امرأة في العالم على قيد الحياة طائرة من موطنها تركيا إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.. غير أنها لم تكن رحلة جوية مصنّفة عادية.

فهذه أول مرة تسافر فيها التركية روميسا جيلجي.

وسلطت هذه الرحلة الضوء على الاهتمام المتزايد بتمكين أصحاب الاحتياجات الخاصة.

ويبلغ طول جيلجي 7 أقدام و0.7 بوصات، أي حوالي مترين.

وتعاني جيلجي، البالغة من العمر 25 عامًا، من "متلازمة ويفر"، وهي حالة وراثية نادرة تسبّب فرطًا بنمو العظام.

فقد كانت جيلجي أحد مشاهير موسوعة غينيس للأرقام القياسية منذ سن المراهقة، وسجلت أرقامًا قياسية ضمن فئات عدة مرتبطة بالحجم، ضمنًا أطول أصابع لشخص على قيد الحياة، وأطول ظهر لأنثى على قيد الحياة.

ورغم مكانتها الدولية، لم يسبق أن سافرت جيلجي على متن طائرة.

وإسوة بالعديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة ويفر، تستخدم جيلجي وسائل مساعدة على الحركة للتنقل، وتتطلب رحلة طويلة تجهيزات خاصة لقوامها الاستثنائي.

لكن في سبتمبر/ أيلول الماضي، حلّقت جيلجي أخيرًا في السماء.

فشاركت جيلجي في منشور عبر حسابها على "انستغرام" بعد بضعة أسابيع، صورًا من رحلتها على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، التي أزالت العديد من المقاعد على متن الطائرة لتمكين جيلجي من السفر واستبدالها بسرير خاص بها خلال الرحلة التي استغرقت 13 ساعة من مدينة إسطنبول إلى كاليفورنيا.

وكتبت جيلجي معلّقة على منشورها: "رحلة خالية من العيوب من البداية إلى النهاية"، مشيدًة بجهود موظفي الخطوط الجوية التركية والعاملين في المجال الطبي.

وقالت جيلجي إنه رغم كونها أول رحلة لها بالطائرة، "إلا أنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة".

وفي صورها، يبدو أن جيلجي حصلت على معاملة كبار الشخصيات، وتظهر وهي تتحدث مع مضيفي الرحلة المبتسمين على متن الطائرة وتستمتع بوجبة خاصة بركاب الدرجة الأولى.

وتقول جيلجي، التي تعمل كمبرمجة حاسوب ومحامية عامة، إنها تقضي وقتها في مدينة سان فرانسيسكو بالعمل مع موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وتواصلت CNN مع شركة الخطوط الجوية التركية وموسوعة غينيس للأرقام القياسية للتعليق.

تمكين السفر الجوي للجميع

تسلط رحلة جيلجي الأخيرة الضوء على الوعي المتزايد لتمكين الأشخاص الذين يعانون من معوقات جسدية من قبل شركات الطيران.

تاريخيًا، كان السفر الجوي "غير مريح" في أحسن الأحوال لهؤلاء المسافرين، وفي أسوأ الأحوال، كان "سيئًا ومؤلمًا".

وتحدثت CNN إلى ليندا ريستاغنو، مساعدة مدير الشؤون الخارجية في اتحاد النقل الجوي الدولي، الذي يضع المعايير العالمية للسفر الجوي.

وصفت ريستاغنو أنواع الجهود العالمية والهيكلية الجارية لتحسين إمكانية الوصول لجميع المسافرين.

وقالت: "نحن حريصون على ضمان تمتع جميع الركاب بحرية السفر الجوي، ونتوقع أن تكون المعايير المتبعة بين شركات الطيران والمطارات المشاركة متسقة، بحيث يمكن تقديم المستوى ذاته من المساعدة للجميع".

وأشارت ريستاغنو إلى أن الاجتماع الأخير لمنظمة الطيران المدني الدولي، وكالة تابعة للأمم المتحدة، أثمر عن قرار تاريخي سيسمح بشكل أفضل لأجزاء مختلفة من القطاع بالعمل معًا لتمكين جميع المسافرين.

وأضافت: "هذا القرار يشجع الحكومات على التعاون مع شركات الطيران ومنظمات الإعاقة وجميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك المسافرين من ذوي الإعاقة، للتوصل إلى حلول".

ومن خلال النظر إلى المشكلة من جميع الزوايا، يمكن لمجموعات السفر الجوي مثل اتحاد النقل الجوي الدولي ومنظمة الطيران المدني الدولي والأطراف المشاركة استكشاف حلول طويلة الأمد، تلحظ تحسينات على التصميم، تتيح سهولة التنقل في المطارات وعلى متن الطائرات، وحتى وسائل المساعدة على التنقل مصممة بشكل أفضل.