دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- السير لمسافات طويلة أو تسلق الجبال من الأفكار المألوفة لدى محبي تجارب المغامرات، ولكن هل سمعتم من قبل عن الصعود فوق صخرة معلقة بين جبلين؟
وبالطبع، تُعد فكرة خوض مثل هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر بحد ذاتها "جنونية" بالنسبة لبعض الأشخاص.
وهذا بالتحديد ما فعله مدون الرحلات المصري أحمد عبد التواب خلال زيارته إلى النرويج.
وفي صورة مثيرة للدهشة، يعتلي عبد التواب صخرة معلقة بين جبلين على ارتفاع يفوق الألف متر.
وراودت عبد التواب فكرة السفر إلى النرويج منذ عدة سنوات، لما تحتضنه البلاد من طبيعة خلابة متنوعة.
وإلى جانب المروج الخضراء والغابات والجبال والشواطئ، يقول عبد التواب إنّ أبرز ما يميز النرويج هي "المضائق البحرية المتصلة بالمحيط"، مشيرًا إلى وجود العديد من الصخور المعلّقة الغريبة والمبهرة المطلة على تلك المضائق.
ولم يكن عثوره على هذه الصخرة التي تتحدى الجاذبية عن طريق الصدفة.
ويوضح مدون الرحلات المصري أنّه علم بوجود هذه الصخرة لأول مرة منذ عدة سنوات، بعد مشاهدة صورة لها عبر تطبيق الصور "انستغرام"، ما أثار فضوله واندهاشه في آن واحد، متسائلًا: "كيف لصخرة أن تتدلى بهذا الشكل من دون أن تسقط"؟
وهكذا أخذ يبحث عن موقع الصخرة، ووجد أّنها من أهم المواقع التي تجذب الزوار في النرويج، وحينها قرر أن تكون على رأس أولوياته عند زيارته للبلاد.
وتقع هذه الصخرة المستديرة التي تُسمى Kjeragbolten "كجيراج بولتن" والمعلقة بين جبلين على ارتفاع 1،084 مترًا فوق المضيق البحري، على قمة جبل Kjerag "كجراج" الذي يقف على ارتفاع 1،110 متر، بحسب موقع السياحة النرويجي "visitnorway".
ويشير عبد التواب إلى أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى الصخرة هي عبر المشي لمسافة 11 كيلومترًا ذهاباً وإيابًا.
ويتذكر أنّ الرحلة استغرقت منه ومن رفيقه أحمد غازي نحو 5 ساعات، مؤكدًا أنها تحتاج للياقة بدنية عالية.
ويضيف: "رغم أنها كانت رحلة شاقة، إلا أنها لم تخل من المناظر الطبيعية المبهرة".
ويؤكد عبد التواب أنّ رحلة صعوده لقمة الجبل كان الهدف منها الوصول واعتلاء الصخرة، موضحًا: "كان تحدي وإنجاز كبير بالنسبة لنا، خصوصاً بعد تكبد عناء الطريق للوصول إلى هناك".
ويصف المشاعر التي انتابته لحظة وقوفه على الصخرة قائلاً: "شعرت بمزيج من الرهبة والسعادة العارمة، كان يجب أن نتمتع بحذر كبير في كل خطوة، فليس هناك أي مجال للخطأ".
وقام غازي، وهو صديق لعبد التواب، بتوثيق وقوف الأخير على الصخرة عن طريق وقوفه على صخرة أخرى مستوية.
ويلفت عبد التواب إلى أنّ السحب المنخفضة في الخلفية، أضفت جمالاً وسحرًا خاصًا على الصورة.
ولاقت الصورة إعجاب الكثير من متابعي مدون الرحلات المصري عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ ساد انطباع الاستغراب على التعليقات بسبب خوض هذه المجازفة.
وينصح عبد التواب كل من يود السفر للنرويج بخوض هذه التجربة الفريدة، مؤكدًا أنها ساهمت بإكتسابه المزيد من الثقة بالنفس، وجعلته يكتشف حدود جديدة لقدراته البدنية والنفسية.
ويشدّد مدونّ الرحلات المصري على أهمية التحلي بلياقة بدنية كافية للتمكن من الوصول إلى موقع الصخرة.