دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على مدى عقود، تسبب استغلال الغابات في القضاء على موطن حيوانات إنسان الغاب، مما يعرضها لخطر كبير، وفقًا لما ذكره الصندوق العالمي للطبيعة.
وفي سلسلة مؤثرة من الصور التي توثق مشاهد عائلية تجمع إنسان الغاب، في جزيرة بورنيو، يدعو مصور المناظر الطبيعية، دانيال كوردان إلى توفير موائل آمنة لهذه القردة العملاقة.
ويشرح كوردان لموقع CNN بالعربية، أن حيوانات إنسان الغاب تُعد من الأنواع المهدّدة بالانقراض، لذلك أراد من خلال هذه الصور نشر الوعي حول موطنها الهش وإظهار جمالها.
ووفقًا لما ذكره الصندوق العالمي للطبيعة، تختفي موائل إنسان الغاب الوحيدة في آسيا بسرعة لإفساح المجال لمزارع زيت النخيل ومزارع أخرى.
ولا يزال قطع الأشجار غير القانوني داخل المناطق المحمية، وقطع الأشجار غير المستدام في المناطق التي تسكنها حيوانات إنسان الغاب، يمثل تهديدًا كبيرًا لبقاء هذه الحيوانات على قيد الحياة.
واليوم، يوجد أكثر من 50% من حيوانات إنسان الغاب خارج المناطق المحمية في الغابات، التي تديرها شركات الأخشاب وزيت النخيل، والتعدين.
والتقط كوردان هذه الصور في حديقة تانجونج بوتنج الوطنية، التي تُعد من أشهر المعالم السياحية في إندونيسيا، أثناء جولة استكشافية لتصوير الحياة البرية في البلاد.
وبالإضافة إلى حيوانات إنسان الغاب، تُعد حديقة تانجونج بوتينج الوطنية موطنًا لمجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والأشجار الاستوائية، وأنواع الحياة البرية الأخرى.
ويقول كوردان: "لقد كان من المحزن حقًا رؤية مزارع نخيل لا حصر لها".
ومع ذلك، يرى كوردان أنه لا يزال هناك أمل لإنسان الغاب، من خلال توفرّ حديقة تانجونج بووتينج الوطنية، وتقديم السياحة البيئية لفرصة نشر الوعي حول هذه الكائنات الجميلة التي تحتاج إلى مساعدة البشر في الحفاظ عليها.
ومن خلال تجربة كوردان في مراقبة هذه القردة العملاقة، يرى أنها تتصرف مثل البشر تمامًا، مشيرًا إلى أنه وجد في مشاهدتها على الطبيعة متعة لا يُمل منها.
ويُوضح كوردان أنها "تتمتع بروح الدعابة، وتُعتبر مسالمة للغاية في سلوكها".
وإلى جانب مدينة سومطرة المجاورة، تُعد بورنيو واحدة من مكانين فقط في العالم حيث تعيش كائنات إنسان الغاب في البرية، وهذا ما يجعل مشاهدتها عن قرب في حديقة حديقة تانجونج بوتينج الوطنية تجربًة فريدة من نوعها للزوار، وفقًا لما ذكره كوردان.
وخلال زيارته للحديقة، حرص كوردان على توثيق التفاعلات العائلية لإنسان الغاب، وعلى وجه التحديد التفاعلات بين الأنثى وصغيرها.
وعلى عكس الإنسان، لا تقدر أنثى إنسان الغاب على رعاية العديد من صغارها في وقت واحد.
وتبقى أنثى إنسان الغاب على اتصال وثيق مع صغيرها لمدة تصل إلى 9 سنوات، وهي فترة أطول بكثير من جميع الثدييات تقريبًا.
ولاحظ كوردان مراقبة صغار إنسان الغاب لأنثى إنسان الغاب والتعلّم منها عند تناول الطعام، خاصة عندما يكون الطعام صعب المعالجة.
وتُعرف قردة إنسان الغاب بالفراء الأحمر المميز، وتقضي غالبية وقتها بالتنقل بين الأشجار. وتتشارك هذه القردة العملاقة بنسبة 96.4% من جينات البشر، وتُعتبر كائنات ذكية للغاية.