ألغاز وثنية تلاحق أقصر يوم في العام.. ما سر ظاهرة الانقلاب الشتوي؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ ستة أشهر طالت الليالي وقصُرت النهارات في النصف الشّمالي من الكرة الأرضيّة، لكن بحلول أول أيام الشتاء انقلبت المعادلة مشرّعة الوقت لضوء نهار يطول تدريجيًا.

ويُعد الانقلاب الشتوي لعام 2022، الذي يُصادف في 21 ديسمبر/كانون الأول، أقصر يوم في العام، وأوّل أيّام الشتاء رسميًّا (لجزء كبير من العالم).

ولطالما أدهشت هذه الظّاهرة الناس منذ آلاف السنوات.

وإليك نظرة على ما تشيه العلوم حول هذه الظّاهرة، وتوقيتها الدّقيق، وبعض التقاليد القديمة المتعلّقة بها حول العالم.

السّبب وراء هذه الظّاهرة 

الانقلاب الشتوي: أقصر يوم في السنة مليء بالألغاز الوثنية
تُظهر هذه الصّور التّابعة للإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجوّي (NOAA) كيف يبدو كوكب الأرض من الفضاء عند الاقتراب من الانقلاب الشتوي. التُقطت هذه الصّور عام 2018. Credit: NOAA

يُمثّل الانقلاب الشتوي أقصر يوم في العام، وأطول ليلة في نصف الكرة الشّمالي، وتظهر الشمس خلاله في أقصى الجنوب، وفوق مدار الجدي مباشرةً.

الانقلاب الشتوي: أقصر يوم في السنة مليء بالألغاز الوثنية
مشهد غروب الشّمس في سان فرانسيسكو خلال الانقلاب الشّتوي لعام 2020. Credit: Jane Tyska/Digital First Media/East Bay Times/Getty Images

ويحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي، حيث يعيش حوالي 10% فقط من سكان العالم.

وهناك، يُمثّل انقلاب الشمس في ديسمبر/كانون الأول أطول يوم في العام، وبداية الصيف في أماكن مثل الأرجنتين، ومدغشقر، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا.

ما الذي يُسبّب الانقلاب الشتوي؟

نتمتّع بفصول متغيّرة لأن الكرة الأرضيّة مائلة حول محور دورانها.

وأثناء تحرّك الكوكب حول الشمس، يشهد كل نصف من الكرة الأرضية فصل الشّتاء عند ابتعاده عن الجهة المقابلة للشمس، ويحل فصل الصّيف عندما تقابل الجهة المائلة من الأرض الشمس.

مهلاً! ما سبب ميلان الكرة الأرضيّة؟

العلماء ليسوا متأكّدين تمامًا من كيفيّة حدوث الأمر، لكنّهم يعتقدون أنّ الكرة الأرضيّة تعرّضت لصدمات عنيفة منذ مليارات الأعوام، وعندما كان النّظام الشمسي يتشكّل.

وتسبّب ذلك في ميل المحور.

التّقاليد المتعلّقة بالانقلاب الشتوي

الانقلاب الشتوي: أقصر يوم في السنة مليء بالألغاز الوثنية
تعود جذور العديد من تقاليد عيد الميلاد إلى الاحتفالات الوثنيّة. Credit: John Lamparski/Getty Images

أحيت الشّعوب القديمة، التي اعتمد بقاؤها على معرفة دقيقة بالدّورات الموسميّة، باليوم الأول من الشّتاء باحتفالات معقّدة.

وترمز هذه الاحتفالات إلى فرصة التّجديد من النّاحية الروحيّة.

وقالت ماريا كينيدي، أستاذة التدريس المُساعِدة بقسم الدراسات الأمريكيّة في جامعة "روتجرز"، لـCNN: "يستمد عيد الميلاد الكثير من عاداته، وربما موعده في الروزنامة، من مهرجانات ساتورناليا وكاليندز الرومانيّة الوثنيّة".

وبدأ مهرجان "ساتورناليا" في 17 ديسمبر/كانون الأول، بينما بدأ "كاليندز" في الأول من يناير/كانون الثاني، بحسب ما ذكرته كينيدي المتخصّصة في دراسات عيد الميلاد.

وأفادت كينيدي نقلاً عن بحث أكاديمي أنّ مؤسّسي الكنيسة المسيحيّة الأوائل أدانوا ممارسات هذه الأعياد، لكنّ شعبيّتها استمرّت.

وفي نهاية المطاف، تزامن الاحتفال المسيحي بعيد الميلاد تقريبًا مع هذين العيدين رُغم غياب تاريخ مُحدد يُشير إلى مولد يسوع في الأناجيل.

وإليك المزيد عن بعض تلك العادات القديمة:

"ألبان أرثان"

تعني عبارة "ألبان أرثان" باللغة الويلزيّة "ضوء الشّتاء"، وفقًا لموقع "Farmers' Almanac"  الإلكتروني.

وقد يكون أقدم مهرجان موسمي للبشريّة.

ويُعد الانقلاب الشتوي، جزءًا من التّقاليد الرّونية (Druidic)، وقتًا للموت، والانبعاث.

ويرتبط "Newgrange"، وهو نُصُب تذكاري يعود إلى عصور ما قبل التّاريخ، بمهرجان "ألبان أرثان"، وبُني الهيكل في أيرلندا عام 3200 قبل الميلاد.

"ساتورناليا"

في روما القديمة، استمر مهرجان "ساتورناليا" لسبعة أيّام.

وكرّم الحدث إله الزّراعة الرّوماني، زُحل.

واستمتع الأفراد بالاحتفالات، وأخّروا شنّ الحروب بسببه، كما مُنِح العبيد حرّيات مؤقّتة، مع تخفيف القيود الأخلاقيّة خلالها.

"دونغزي"

الأوروبيّون القدماء ليسوا وحدهم من احتفلوا بهذه المناسبة السنويّة.

وتعود جذور مهرجان "دونغزي" للانقلاب الشتوي إلى الثّقافة الصينيّة القديمة. واعتقد الأشخاص بتجسيد هذه الفترة ذروة الـ"يين" (من نظريّة الطّب الصيني). ويُمثّل الـ"يين" الظّلام، والبرد، والسّكون، وأطول يوم في الشّتاء.

ويُمثّل "دونغزي" عودة الـ"يانغ"،والزيادة التدريجية للضّوء والدّفء.