دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلال السنوات الأخيرة، سجلت دبي عددًا من الأرقام القياسية العالمية من خلال عروض الألعاب النارية الرائعة.
وللاحتفال بقدوم عام 2023، شوهدت الألعاب النارية وعروض الليزر في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك برج خليفة، والذي كان يهدف إلى إقامة أكبر عرض ليزر على الإطلاق.
لكن عروض الأضواء الجوية لم تنته بعد، تنتقل المدينة بمناظرها الاحتفالية إلى مستوى جديد كليًا من خلال عروض ضوئية تضم أكثر من 500 طائرة بدون طيار "درون".
وتتخصص شركة Skymagic، ومقرها في المملكة المتحدة وسنغافورة، في العروض الضوئية القائمة على الطائرات بدون طيار والتي أضاءت سماء زيورخ بسويسرا، وسيدني بأستراليا، وظهرت في احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية في عام 2022.
وقالت أولي هويت، وهي كبيرة المدعين لدى شركة Skymagic، لـ CNN: "نفكّر في السماء على أنّها أكبر لوحة عرض من أجل سرد قصصنا، وبالتالي فإن التكنولوجيا مدفوعة إلى حد كبير بهذه الفكرة".
وتقوم الشركة في دبي بتنسيق عرضين كل ليلة ابتداءً من 15 ديسمبر/ كانون الأول إلى 29 يناير/كانون الثاني الجاري، على جزيرة "بلوواترز"، التي تقع بالقرب من منطقة دبي مارينا.
ويصور كلا العرضين، ومدتهما خمس دقائق تقريبًا لكل منهما، مشاهد متحرّكة ثلاثية الأبعاد تركّز على دبي كموضوع.
أما العرض الأول، فيتبع يومًا في حياة السائح، ويبدأ بصور تمثّل مطار دبي الدولي، ثم تندمج في الرسوم المتحركة للمواقع الشهيرة بالمدينة.
والثاني يعرض للمشاهدين لمحة عن دبي كمركز للابتكار، حيث يعرض روبوتًا في رحلة لاستكشاف المدينة في المستقبل.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف مليون متفرج سيشاهدون الطائرات بدون طيار وهي تضيء سماء دبي طوال موسم الأعياد.
ومن جانبه، يوضّح سهيل ميتريا، وهو مدير مشروع عروض الدرون الجوية، أنّ تنسيق مثل هذا الحدث الحي الكبير يستغرق شهورًا من الاستعدادات، قائلًا: "نبدأ التخطيط لهذا الحدث منذ يوليو، أي قبل ستة أشهر تقريبًا"
ويتابع: "نصل إلى موقع العرض قبل حوالي 10 أيام من انطلاقه ونجري الاختبارات كل ليلة مقدّمًا. ونبدأ بتحليق طائرة بدون طيار واحدة، ثم 5 طائرات، وصولًا إلى 20 طائرة. وأخيرًا، قبل حوالي 3 أيام من العرض الأول، يحلّق الأسطول بأكمله، ال عن 500 طائرة بدون طيار، ونبدأ برؤية العرض بأكمله".
عروض مستدامة
وتشرح شركة Skymagic أنّ هذه الطائرات بدون طيار تعد أصغر بكثير من تلك المستخدمة في خدمات التوصيل، إذ يتراوح وزنها بين 200 و500 غرام.
وتقول هويت: "أحدث أسطول لدينا يعد أكثر مقاومة للرياح وللمطر مقارنة بما كان نملك في الماضي، ما يجعله ملائمًا من حيث الظروف الجوية ... (وهو) أمر تحتاج إلى مراعاته عند إقامة عرض للطائرات بدون طيار".
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تكون الطائرات بدون طيار بديلاً صديقًا للبيئة للألعاب النارية، والتي قد تطلق جزيئات معدنية سامة في الهواء وتسبب آثارًا صحية ضارة إضافًة إلى أضرارها البيئية.
ويقول ميتريا: "الفائدة الرئيسية تتمثل في أنّها لا تترك بقايا، إنّها مستدامة تمامًا".
ويضيف: "أعتقد أنه من الآن فصاعدًا، ستلجأ المزيد من المدن في جميع أنحاء العالم إلى استخدام الطائرات بدون طيار بدلاً من الألعاب النارية."