دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بجباله، ووديانه، وشواطئه، وبحيراته، يتمتّع هذا الإقليم بأجمل المناظر الطبيعية وأكثرها تنوعًا في إيطاليا، لكن قلّة من الناس - ومن بينهم الإيطاليون - يعرفون أي شيء عنه.
هل السبب يعود إلى موقعه غير المرئي على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد مع سلوفينيا والنمسا؟ أو ربما بسبب تاريخه مع الغزوات؟ بما في ذلك الإمبراطورية النمساوية المجرية، أو ربما بسبب اللغات العديدة التي يتحدث بها السكان محليًا؟
وبالكاد يبدو هذا الإقليم وكأنه جزء من إيطاليا.
ورغم أنّ إقليم فريولي فينيتسيا جوليا يمتد من جبال الألب المغطاة بالثلوج في جبال الدولوميت، إلى مياه شمال البحر الأدرياتيكي المغمورة بالشمس، إلا أنّه لا يواجه الحشود ذاتها التي تترك بعض أجزاء إيطاليا مُرهقة خلال الصيف.
ومع ذلك، يقول السكان المحليون، إنّه يستحق الزيارة تمامًا مثل بقية إيطاليا.
وتقول المرشدة السياحية المحلية، روبرتا بريسان: "على عكس المناطق الإيطالية الأخرى، لا يتم الإعلان عن موقعنا، ونحن لسنا بقريبين إلى مفهوم السياحة الجماعية".
وتتابع: "إقليمنا صغير الحجم، ويجب على المسافرين اكتشافه شيئًا فشيئًا، ويضم كوكبة من البلدات الصغيرة الجميلة والتقاليد المختلفة".
وتُعد المناظر الخلابة من أهم ما يميز المنطقة.
ومن خلال 13 محمية طبيعية، وجبال فريوليان دولوميت البكر، تجذب المنطقة السياح الذين يسعون للتواصل مع الطبيعة أو استكشاف الهواء الطلق.
ويقول مدون السفر المحلي لوكا فيفان إنها "بقعة خضراء رائعة، حيث يمكنك الذهاب لركوب الدراجات وخوض الرحلات في متنزه الدولوميت، والتجديف بالكاياك على طول الينابيع الجبلية والأنفاق الصخرية ذات المياه الزرقاء الفلورية".
وتحيط قمم جبال الألب بالوديان الخضراء في فريولي والتي توفر إطلالات على طول الطريق، وصولاً إلى الساحل، خلال الأيام الصافية.
وتنتشر متاهات الكهوف والوديان، مع الشلالات والأنهار سريعة التدفق، في الهضبة الجيرية الكارستية الشاسعة عند سفوح التلال.
وتُقام الأنشطة في الهواء الطلق على مدار العام.
ويجلب الطقس الأكثر دفئًا رحلات مثل الطيران الشراعي، والتجديف بالكاياك عبر الأنهار الفيروزية الصافية، والإبحار، وركوب القوارب الشراعية، وتسلّق الصخور.
وفي فصل الشتاء، تتوفر فرص التزلج في المنتجعات المريحة في كل من مدينة تارفيزيو وبلدة تولميزو.
وتشمل العجائب الجيولوجية أحد الكهوف تحت الماء في بحيرة غورغازو، بلونيها الاستوائيين الأزرق والأخضر المذهلين.
الشواطئ الذهبية
هناك مسارات رحلات تتبع آثار أقدام وهياكل عظمية للديناصورات في الصخور، وطرق الراعي القديمة التي تربط القرى الصغيرة النائمة.
ولكن إقليم فريولي يُعد وجهة جذابة لحمامات الشمس.
وعلى سبيل المثال، فإن بلدة جزيرة جرادو الشاطئية، والتي تشبه البندقية المصغرة، تُعد منتجعًا شهيرًا لقضاء العطلات في فريولي، بينما تُعتبر بلدة ليجنانو سابيادورو، بمثابة شبه جزيرة طويلة من الشواطئ الذهبية.
وتتمتع مدينة ترييستي بشاطئ منفصل استثنائي، تعود أصوله إلى عدة قرون.
وتُعد ترييستي وجهًة بحد ذاتها، وتُعرف عاصمة فريولي أحيانًا باسم فيينا الإيطالية المصغّرة، كون تراثها النمساوي المجري ينعكس في الهندسة المعمارية الوسط أوروبية المهيبة.
وتفتخر المدينة أيضًا بواحدة من أكبر الساحات في أوروبا، مثل ساحة "يونيتا ديتاليا"، المطلّة على البحر والمحاطة بالقصور الأنيقة التي تُظهر العظمة الإمبراطورية الفخمة للماضي - مع المقاهي التاريخية، التي جذبت الفنانين والكتّاب لفترة طويلة، مثل الأيرلندي جيمس جويس.
وتستحق المدن الصغيرة في فريولي أيضًا الاستكشاف. وعلى سبيل المثال تُعد مدينة أوديني بمثابة البندقية المصغّرة بحدائقها المترفة. أما مدينة غوريزيا، الواقعة على الحدود مع سلوفينيا، فهي معروفة باسم سالزبورغ الإيطالية.
وتحتوي بلدة تشفيدالي ديل فريولي، والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو، على مركز خلاب من القرون الوسطى يطل على نهر ناتيسون.
ولمحبي علم الآثار، تُوجد مدينة أكويليا، العاصمة الرومانية القديمة لفريولي، والتي تحتوي على بازيليكا رائعة تتميز بفسيفساء أرضية ضخمة من العصر المسيحي القديم تصوّر حيوانات رمزية وشجرة الحياة.
وتفتخر المنطقة بمجموعة رائعة من القلاع والحصون الرائعة التي تعود إلى ماضيها الثري والقوي.
ويُعد إقليم فريولي من مناطق صناعة النبيذ المتميزة في إيطاليا.
وتشمل أطباق إقليم فريولي الكلاسيكية حساء لحم الخنزير والخضار الذي يُسمى "جوتا"، والخوخ المصنوع يدويًا، ورافيولي محشو بالشوكولاتة والقرفة، وكعكة البطاطس مع جبنة "مونتاسيو" المقلية والبصل.
ويسمي الإيطاليون مطبخ فريولي "mare e monti"، أي البحر والجبال، إذ أنّ المناظر الطبيعية للمأكولات البحرية، والخضار، واللحوم الشهية متنوعة ومذهلة تمامًا مثل المناظر الطبيعية المحيطة بالمنطقة.