بريطانية تحلّق فوق قلعة أثرية عمرها 400 عام بقلب صحراء السعودية

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
قلعة المعظّم بالسعودية
Credit: Sheila Russell/ @Sauditravelnotes

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بموقعها في قلب الصحراء بالمملكة العربية السعودية، تبرز هذه القلعة الأثرية التي يعود عمرها لنحو 400 عام، كإحدى أجمل القلاع في البلاد.

واستطاعت مدونة رحلات السفر البريطانية، شيلا راسل، التحليق فوق القلعة القديمة وبِركتها المجاورة، والتي تقع جنوب شرق مدينة تبوك، مبينة شكلها المهيب من الأعلى.

وتسعى المدونة البريطانية، المقيمة بالسعودية، إلى استكشاف الجواهر الخفية في جميع أنحاء المملكة.

وتقول في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "أعشق البحث في التاريخ العميق للمملكة".

وتوضّح راسل أنّها كانت تخوض رحلة طيران برفقة فريق "إرث" للتوثيق الجوي، الذي يركز على البحث، والاستكشاف، والتوثيق، والتنقيب الجوي عن المواقع التاريخية، والأثرية، والطبيعية في المملكة، بقيادة الطيار عبدالعزيز الدخيل.

قلعة المعظّم
المدونة البريطانية شيلا راسل على متن طائرة فائقة الخفة قبل التحليق فوق قلعة المعظّم Credit: Sheila Russell/ @Sauditravelnotes

وكانت راسل قد شاهدت القلعة لأول مرة منذ عدة سنوات، عندما كانت تقود سيارتها في رحلة من تبوك إلى مدينة العلا التاريخية.

وتتذكر المشهد المهيب للقلعة القديمة حينها، والتي كانت متوهجة بفضل أشعة الشمس.

وتعزي راسل اهتمامها بالقلعة كونّها قادمة من ويلز، والتي تُعد بمثابة "أرض القلاع"، على حد وصفها.

أما العثور على مثل هذه القلعة وسط الصحراء، فقد أثار اهتمام راسل، ما دفعها للتوقّف وإلقاء نظرة فاحصة، حسبما ذكرته.

ومنذ ذلك الحين، أمضت المدونة البريطانية ساعات طويلة في البحث حول تاريخ القلعة وطريق الحج الذي يشكل جزءًا من هذا التاريخ.

وبدأت راسل الرحلة مع فريق "إرث" من موقع قريب مناسب لإقلاع الطائرة الشراعية التي تُعرف باسم الطائرة فائقة الخفة.

وتشير راسل إلى التحديات التي واجهتها خلال توثيقها الجوي، مثل الأجواء شديدة البرودة في تبوك، وكيف كان عليها الحذر من وقوع هاتفها. 

ولا تُخفي المدونة البريطانية إحساس الإثارة الذي انتابها بكونها قادرة على رؤية مثل هذا المعلم التاريخي المذهل من الجو.

بركة قلعة المعظّم
صورة جوية التقطتها المدونة البريطانية أثناء تحليقها فوق بركة المعظّم المجاورة للقلعة التاريخيةCredit: Sheila Russell/ @Sauditravelnotes

وتضيف: "من الأعلى، يمكن وصف هذه القلعة المذهلة بسهولة، وهي مربعة الشكل مع أبراج دائرية بزواياها".

وبُنيت قلعة "المعّظم" في عام 1622 ميلادي، بمساحة تبلغ 409 متر مربع، وكان الهدف وراء بنائها تأمين طريق الحجاج والقوافل المتجهة من العاصمة السورية الشام إلى الأراضي المقدسة، وفقًا لما نشره حساب مؤسسة دارة الملك عبد العزيز بتغريدة على "تويتر".

وتتواجد بجاور القلعة المبنية من الحجارة المنحوتة، بِركة عميقة سُميت القلعة نسبة لها، وبناها السلطان الأيوبي عيسى بن العادل في عام 1215 ميلادي.

ولمئات السنين، خدمت البركة، التي تبلغ مساحتها 3،424 مترًا مربعًا، سقاية الحجاج، وظل الرعاة يستفيدون منها حتّى عهد قريب.

وترى راسل أنّ البركة تمثّل إضافة بارزة للقلعة، إذ تُعد أكبر البرك في درب الحج، بعمرها الذي يتجاوز 800 عام.

وتلفت راسل إلى إحدى النقوش الموجودة بالقلعة، والتي تشير إلى أنها بُنيت في عام 1621 ميلادي (1031 هجري) بأمر من السلطان عثمان الثاني، حسبما ذكرته.

ولا تزال راسل تذكر تجربة التحليق فوق هذا الموقع التاريخي بسعادة كبيرة، وقد شاركت مقطع فيديو قصير عن رحلتها عبر حسابها على "انستغرام".

ولحين إعداد هذا التقرير، حظي مقطع الفيديو بأكثر من ربع مليون مشاهدة.

وتتابع: "بالنسبة لي، هذا يظهر مدى اهتمام الأشخاص بما تقدّمه المملكة العربية السعودية من تاريخ وثقافة غنية، ومجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية، وبالطبع القلاع".

ومنذ أن نشرت لقطات لقلعة المعظم، وثقت شيلا راسل العديد من المواقع بما في ذلك المنازل التاريخية في الطائف، وواحة خيبر القديمة، والهياكل الحجرية من العصر البرونزي، وسباق الجمال، وواحة العلا، وتيماء القديمة، وغيرها.

  • نورهان الكلاوي
    نورهان الكلاوي
    محررة
نشر