المواقع التراثية التابعة لليونيسكو بخطر جراء الزلازل في تركيا وسوريا

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
أضرارًا كبيرة ألحقها الزلزال وهزاته الارتدادية بمواقع ثقافية للتراث العالمي
قلعة حلب السورية قبل الزلزال. Credit: PATRICK KOVARIK/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ألحقت الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا الاثنين، أضرارًا كبيرة بمواقع تاريخية مهمة، ضمنًا مدينة حلب القديمة الواقعة شمال غرب سوريا، التي كانت مصنّفة بأنها "معرضة للخطر" جرّاء الحرب الأهلية.

وكانت مدينة حلب قد أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في عام 1986، وضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2013، بسبب الصراع المستمر في سوريا، إلى جانب خمسة مواقع أخرى في البلاد.

وأعلنت منظمة اليونيسكو الثلاثاء، أنها ستقدم المساعدة للمواقع التراثية المتضرّرة في سوريا وتركيا، وقدمت تعازيها لأسر ضحايا الكارثة.

وكانت المنظمة الثقافية التابعة للأمم المتحدة "قلقة على نحو خاص" بشأن الوضع في مدينة حلب القديمة.

وأفادت اليونيسكو في بيان صحفي أنّ "أضرارًا كبيرة لوحظت في القلعة، حيث انهار البرج الغربي لجدار المدينة القديمة، كما بات عدد من المباني في الأسواق ضعيفًا".

وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا بمنشور على "فيسبوك"، الاثنين، إنّ القلعة التي تعود إلى القرن الثالث عشر "تعرضت لأضرار طفيفة ومتوسطة سقطت فيها أجزاء من الطاحونة العثمانية، وهناك تصدّع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية. كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة المسجد الأيوبي، وتضرّرت مداخل القلعة، وأجزاء من الحجر، ضمنًا مدخل برج الدفاع الملكي، وجبهة الملجأ العثماني".

وتعرضت مدينة حلب القديمة ذات الطبقات لأضرار جسيمة في الحرب المستمرة، ولكن أُعيد افتتاحها في عام 2018، بعد خضوعها لأعمال إعادة الإعمار. ولفتت المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى أنّ القطع الأثرية داخل المتحف الوطني في حلب تضرّرت في زلزال يوم الاثنين.

وفي تركيا، انهارت مبانٍ عدّة في موقع قلعة ديار بكر وحدائق هفسيل المدرجتين ضمن قائمة اليونيسكو، وفقًا لما ذكرته المنظمة الأممية. ويُعد الموقع مركزًا مهمًا للعصور الرومانية، والساسانية، والبيزنطية، والإسلامية، والعثمانية.

وأشارت اليونيسكو إلى أنها عملت مع شركائها لإجراء مسوحات أولية للأضرار التي لحقت بالمواقع التراثية، وهي في طور تجميع "جردًا دقيقًا للأضرار سعيًا منها لتأمين هذه المواقع واستقرارها بسرعة".

وأوضحت اليونيسكو أنّ مواقع التراث العالمي الأخرى القريبة من مركز الزلزال التي يمكن أن تتأثر تشمل "Göbekli Tepe" و"Nemrut Dağ" و"Tell of Arslantepe" في تركيا.

الضرر تجاوز قائمة اليونيسكو

أضرارًا كبيرة ألحقها الزلزار بمواقع مدرجة على التراث العالمي
قلعة غازي عنتاب التركية قبل الزلزال Credit: OMAR HAJ KADOUR/AFP via Getty Images

كما تضررت العديد من المواقع الثقافية غير المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو.

وتعرّضت قلعة غازي عنتاب، التي تُعد موقعًا تاريخيًا ومعلم جذب سياحي في جنوب شرق تركيا، لأضرار جسيمة.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أنّ "بعض الحصون في الأجزاء الشرقية، والجنوبية، والجنوبية الشرقية من قلعة غازي عنتاب التاريخية في منطقة شاهينبي الوسطى دمرها الزلزال، وتناثر حطامها على الطريق".

وجاء في التقرير أنّ "السور الحديدي المحيط بالقلعة تناثر على الأرصفة المحيطة به. كما انهار الجدار الاستنادي المجاور للقلعة. وفي بعض الحصون، لوحظت بعض الشقوق الكبيرة".

وأضافت الوكالة أنّ القبة والجدار الشرقي لمسجد شيرفاني التاريخي، المجاور للقلعة، الذي يُقال إنه بُني في القرن السابع عشر، انهار جزئياً.

وبحسب ما ذكرته الحفريات الأثرية، بُنيت القلعة بداية، كبرج مراقبة في العصر الروماني خلال القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، وتوسّعت مع مرور الوقت.

واتخذت شكلها الحالي في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان (527-565 م)، وفقًا لما ذكرته المتاحف التركية، الموقع الرسمي للمتاحف والمواقع الأثرية في البلاد.

وفي سوريا، أبلغت المديرية العامة للآثار والمتاحف أيضًا عن أضرار لحقت بالمباني التاريخية، والمساجد في محافظة حماة، غرب وسط سوريا، مثل تشققات في هيكل مسجد الإمام إسماعيل وانهيار جدران فيه، وأصاب الضرر أيضًا قلعة شميس.

كما لحقت أضرار بقلعة المرقب الصليبية القريبة من بانياس شمال غرب سوريا، بينها انهيار كتلة من أحد أبراجها الدائرية.

وأفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف أنّ "الزلزال أدى أيضا إلى سقوط منحدر صخري في محيط قلعة قدوس، وانهيار بعض المباني السكنية الواقعة في حرم القلعة".

ولا يزال الخبراء يدرسون الحجم الكامل للأضرار التي لحقت بالمواقع التاريخية والمباني والأحياء التاريخية المحيطة بها. وأشارت المديرية العامة للآثار والمتاحف الاثنين، إلى أنها لم تتلقّ "معلومات دقيقة" حول الأضرار في مدينة حمص.