دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تبدو الصحراء مكانًا قاسيًا وَلَّد أجيالاً من البدو شديدي الصّبر والتّحمّل في شبه الجزيرة العربيّة. ولكن لا يزال بإمكانك العثور على لحظات تحمل الكثير من العاطفة والألفة بين الرّمال المتموّجة.
وقام المصور والمعماري السعودي صالح بن أحمد الهذلول بتوثيق إحدى هذه اللحظات، في الصحراء باحثًا عن "السّلوان، والخروج عن زخم، وصخب المدينة، وطامعًا في رؤية مشاهد لا تتكرّر"، بحسب ما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وأثناء تواجده في منطقة تُدعى وثيلان في منطقة الرّياض، صادف الهذلول رجلاً بصحبة قطيع من الإبل، وقرّر توثيق المشهد.
وكانت النّتيجة مجموعة من المشاهد السّاحرة التي تجسدّ عاطفة الإبل تجاه بعضها البعض، ما شكلّ موضوعًا شيّقًا بالنّسبة للمصوّر.
وحصدت الصّور أكثر من 450 ألف مشاهدة منذ أن نشرها الهذلول على "تويتر" في منتصف يناير/كانون الثاني، حيث حازت على الكثير من الإعجابات.
وأكّد الهذلول: "كما تُعرف الإبل بقسوتها وتحمّلها، فهي تتمتّع أيضًا بجانبٍ لين، لا يمكن إغفاله".
وإلى جانب تجسيد الصّورة للعطف، رأى المصور السّعودي أنّها أثارت الانتباه لظهور الإبل "بمظهرٍ غير معتاد"، موضحًا: "التّضاد اللّوني في الصّورة بين لون الأم وابنها كان فريدًا".
وتمتّع فراء صغيرها النّاعم بلونٍ داكن مقارنةً بوالدته.
وأكّد المصور: "الإبل موضوع شيَق وإرث لا يُستهان به، وكثيراً ما أصوّرها ولا أملّ من تصويرها، فهي ارتبطت بجزيرة العرب وأهلها ارتباطًا وثيقًا".
وتُعد هذه الكائنات جزءًا أساسيًا من التّراث والتّاريخ السّعودي بفضل ارتباطها الوثيق بالإنسان في شبه الجزيرة العربيّة، إذ ساهمت بتوفير سبل معيشته، ومساندته في التكيّف مع ظروف البيئة الصّعبة، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي الحكومي لنادي الإبل السّعودي.
وكان التّصوير الفوتوغرافي هواية بالنّسبة إلى الهذلول، ولكنّه تطور بمرور الوقت، وخصوصًا بعد تتويجه ضمن فائزي مسابقة ألوان السعودية للتّصوير في عام 2014.
ويهتم المصور بتوثيق ما يُظهر إرثه الثقافي المادّي وغير المادّي.
