دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الوقت الذي تعج فيه الوجهات الأوروبية بالسياح في ما يبدو أنّه موسم صيفي مزدحم، وضعت إحدى المناطق الإيطالية حدًا أقصى لأعداد الزوار في محاولة لمنع السياحة المفرطة.
وفرضت منطقة ألتو أديجي التي تتمتع بالحكم الذاتي، والمعروفة أيضًا باسم مقاطعة بولزانو - جنوب تيرول، في شمال البلاد، قيودًا على الزوار الذين يقضون ليلة واحدة، حيث وضعت حد أقصى لأعدادهم بمستويات عام 2019 وفرضت حظرًا على فتح أي أماكن إقامة جديدة - ما لم يتم إغلاق أماكن أخرى.
وتُعد المنطقة، التي تحدّ النمسا، واحدة من أشهر المداخل المؤدية إلى جبال الدولوميت، حيث يتدفق الزوار لمشاهدة القمم الصخرية الرائعة التي تتوهج باللون الوردي عند غروب الشمس، والبحيرات الجليدية الحالمة.
وفي بلداتها الرائعة، يمكن للسياح تناول حلوى الفطائر المحشوّة وشرب الجعة المحلية.
أما العاصمة بولزانو، فهي موطن لأحد السكان المشهورين عالميًا، أي "أوتزي رجل الثلج"، وهو عبارة عن مومياء محنّطة بشكل طبيعي تخص رجلا محليا تُوفي منذ حوالي 5200 عام.
ومن جهته، أوضح أرنولد شولر، وهو المسؤول عن السياحة في ألتو أديجي والذي اقترح القانون الجديد، لشبكة CNN، أن المنطقة "وصلت إلى الحد الأقصى" لما يمكن أن تتطلبه.
وقال شولر: "لقد بلغنا الحد الأقصى من مواردنا، وواجهنا أزمات متعلقة بحركة المرور، ويواجه السكان صعوبة في العثور على أماكن للعيش"، مضيفًا أنّهم يريدون "ضمان جودة [الحياة] للسكان المحليين والسياح"، والتي ازدادت صعوبة على مدى العقد الماضي.
"لقد وصلنا إلى الحد الأقصى"
ولفت شولر إلى أن "السياح يأتون إلى هنا للتنزّه ورؤية الأماكن الجميلة، وليس ليجدوا أنفسهم قد علقوا في ازدحام مروري".
وفي عام 2022، شهدت المنطقة 34 مليون حالة مبيت لليلة واحدة.
وتابع:"في أوقات معينة من العام وفي مناطق معينة، أصبح الوضع يتعذر تحمّله".
وأوضح لـCNN: "قطاع السياحة مهم للغاية بالنسبة لنا، للوظائف والاقتصاد، ولكننا وصلنا إلى الحد الأقصى، لذلك اتخذنا هذه الإجراءات لضمان إدارة أفضل لتدفق حركة السير، وتوفر أماكن إقامة للسياح".
ويمنع القانون، الذي سُن في سبتمبر/ أيلول عام 2022، أي شخص من فتح مسكن جديد (بما في ذلك Airbnb) أو إضافة المزيد من الغرف من دون الحصول على إذن من السلطات المحلية.
وتم تحديد عدد الأسرّة المسجّلة رسميًا اعتبارًا من عام 2019 بأقل من 230 ألف سرير. والآن، لدى أصحاب الفنادق والنزل مُهلة حتى 30 يونيو/ حزيران المقبل لإبلاغ السلطات بعدد الضيوف الذين كانوا يُسكنونها بالفعل في عام 2019، بما في ذلك الزوار الذين اتخذوا من الأرائك أسرّة للنوم، والتي لم يتم احتسابها سابقًا في الأرقام الرسمية.
وسيحدّد هذا العدد النهائي الحدّ الذي لا يمكن تجاوزه في المستقبل. وسيكون لكل شركة عدد غرف ثابت.
وبهدف مساعدة الشركات الصغيرة، سيتوفر 7000 "سرير" إضافي مخصص لسلطات ألتو أديجي المحلية لتقديم الخدمات التي تراها مناسبة للشركات الصغيرة التي تستوعب أقل من 40 ضيفًا.
وتم حصر ألف "سرير" آخر لتخصيصه خلال ظروف استثنائية، على سبيل المثال، إذا أراد شخص ما في المستقبل فتح مشروع تجاري في بلدة ذات مستويات سياحية منخفضة جدًا.
ومنذ عام 2021، أصبح الوصول إلى البحيرة الجليدية "Lago di Braies" يسري عن طريق الحجز فقط خلال موسم الذروة.
وقال شولر إن المنطقة اتخذت هذه الخطوة - التي يسميها "مشروعًا تجريبيًا" - لأن الوضع أصبح يتعذر تحمله.
كما تم تقييد الوصول إلى "Alpe di Siusi"، وهي هضبة شاسعة في جبال الألب، ويُغلق الطريق المؤدي إلى الهضبة بين الساعة 9 صباحًا و5 مساءً للمركبات الخاصة - ويجب على أي شخص يرغب في زيارة الموقع استخدام وسائل النقل العام.
ويُعفى من هذا الإجراء كل من المقيمين وأولئك الذين لديهم حجوزات فندقية على الهضبة ذاتها.
ومن المتوقع أن تكون هذه الإجراءات هي الأولى في نظام حجز أوسع للمواقع الشهيرة، حسبما ذكره شولر، الذي قال إنهم "سيفعلون ذلك بالتأكيد في مواقع أخرى" بالمنطقة.
وأوضح أن تقييد الوصول إلى الأماكن الأكثر شعبية يفيد الجميع، ويقارنه بالمتاحف وصالات العرض التي تبيع عددًا محددًا من التذاكر كل يوم.
وأضاف: "لن يَسعد بذلك السكان المحليين فقط، بل السياح أيضًا الذين سيعانون من مشاكل أقل في الوصول إلى الوجهات السياحية، وسيتمكنون من العثور على أماكن لتناول الطعام".