دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نظرًا لتمتّعها بالتنوّع البيولوجي البحري الأكثر ثراءً على الكرة الأرضيّة، وموقعها البعيد الذي سمح لها بتفادي السياحة الجماعية، فإنه ليس من المستغرب أن يتم الترويج لـ"راجا أمبات" بصفتها "الجنة الأخيرة على وجه الأرض".
وتقع هذه المنطقة في الطرف الشمالي الغربي من مقاطعة بابوا الغربيّة في إندونيسيا.
وتحتضن أكثر من 1,600 نوع من الأسماك، ويمكن العثور على 75% تقريبًا من أنواع الشعاب المرجانية المعروفة بالعالم فيها. (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
وكانت جزر "راجا أمبات" قد لفتت انتباه المصور الأمريكي كاسي كوبر، الذي قرأ عنها في أحد الكتب، وعرف أنها من بين الأماكن الوحيدة في العالم التي تتزايد فيها أعداد أسماك القرش بالفعل.
وقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "الشعاب المرجانية نقية إلى درجة أنها من بين أكثر الشعاب المرجانية صحيّة على الإطلاق".
وبينما كان يلتقط كوبر بعض الصور الجوية لجزر "راجا أمبات"، تفاجأ بوجود جسم كروي عملاق قاتم اللون، ويتحرك ببطء.
وجهّز المصور الأمريكي نفسه بمعدات الغوص اللازمة مع صديقه، حيث أذهله حجم "كرة الطعم" الكبيرة.
وفي حال تساؤلك عمّا هي "كرة الطعم"، فتحدث عندما تتجمع الأسماك الصغيرة في شكل كروي محكم الإغلاق.
وبسبب مدى صفاء المياه في جزر "راجا أمبات"، لم يواجه كوبر تحديات كثيرة لدى رصد هذا الموقع.
ويندهش العديد من الأشخاص بوجود مثل هذه الأماكن، التي تُذكّرنا بشكل الشعاب المرجانية، وأهمية حمايتها.
وأوضح المصور الأمريكي أنها "واحدة من أروع الأماكن التي قمت بزيارتها على الإطلاق".
وتعني راجا أمبات حرفيًا "الملوك الأربعة".
وأوضح موقع "Wonderful Indonesia" الرسمي أنها عبارة عن أرخبيل يضم أكثر من 1,500 جزيرة صغيرة وقلعة ومياه ضحلة تحيط بالجزر الرئيسية الأربع: جزيرة وايجيو، وجزيرة باتانتا، وجزيرة سالاواتي، وجزيرة ميسول.
ويُعتقد أن اسم "راجا أمبات" ذاته مستمد من أسطورة، حيث عثرت امرأة على 7 بيضات، أربعة منها فقست وأصبحت ملوك الجزر الرئيسية الأربعة، بينما الثلاثة الأخرى أصبحت امرأة، وشبح، وحجر.
وإذا كنت من عشّاق الغوص تحت الماء، تقدم "راجا أمبات" واحدة من أفضل التجارب بالعالم.
وبحسب ما ذكره موقع "Wonderful Indonesia" الرسمي، تُعد المنطقة داخل جزر الملوك الأربعة ضخمة جداً، وهي موطن لـ540 نوعًا من الشعاب المرجانية، وأكثر من ألف نوع من الأسماك المرجانية، و700 نوع من الرخويات.
وهذا يجعلها المكتبة الحية الأكثر تنوعًا للشعاب المرجانية والكائنات الحية الموجودة تحت الماء في العالم.
ولم تنته مغامرات كوبر في "راجا أمبات"، إذ يأمل في الوقت القريب، بمشاهدة مجموعة ضخمة من الدلافين الدوّارة قبالة ساحل كوستاريكا، وبعد ذلك زيارة أوغندا، وتحديدًا غابة الغوريلا.