دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحولت رحلة صيد عادية قبالة سواحل أبوظبي إلى رحلة عُمر ومغامرة تحبس الأنفاس، عندما رصد مجموعة من الصيادين مشاهد لزوج من الحيتان القاتلة يحاوطان أنثى بقرة بحر وصغيرها قبالة سواحل إمارة أبوظبي.
فعند الظهيرة من يوم الثلاثاء، خلال رحلة صيد بهدف رصد أسماك الكنعد، رأى أحد الصيادين على متن القارب، ويدعى مصطفى، من بعيد مشهدًا يصعب تصديقه، يتمثل بحوت قاتل ضخم يفترس ما يشبه الدولفين.
وفي مقابلة مع CNN بالعربية، يروي الصياد المصري أحمد عفيفي، أحد الصيادين الذين كانوا على متن القارب، أنّ المجموعة لاحظت أمرًا غريبًا عندما لم يعثروا على أسماك حول قاربهم.
وأوضح عفيفي، أنّ مصطفى خُيّل إليه رؤية حوت قاتل ضخم يقفز من المياه ويفترس دولفينًا.
في بدايه الأمر، لم يصدق أحد من المجموعة ما قاله مصطفى، إذ أنّ القارب كان على بعد 5 كيلومترات فقط من البر، بحسب عفيفي.
وتابع: "اقترابنا بحذر، لنتأكد بالفعل من صحة ما رآه مصطفى، إذ قفز الحوت القاتل، وهو يتجاوز طوله الأمتار العشرة، على ارتفاع مترين فوق سطح البحر".
وعندما أدرك عفيفي وبقية المجموعة أن ما شاهدوه كان حوتًا قاتلًا، هرعوا بإخراج هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة النادرة.
وأشار عفيفي إلى حالة الذعر والتوتر التي أصابت الركاب على متن القارب، سواء من الصيادين، وهم أعضاء فريق صيد محترف اسمه Just Fishing ومقرهم أبوظبي، أو ضيفهم من النمسا.
وحرص عفيفي، المؤسس المشارك لفريق Just Fishing، على إصدار توجيهات صارمة بالابتعاد عن أطراف القارب، إذ حاول أحد أفراد الفريق تصوير أنثى بقرة البحر التي اقتربت من قاربهم في محاولة للاختباء من أنثى الحوت القاتل التي تلاحقها.
ورغم ابتعادهم عن بقرة البحر التي حذر عفيفي من قيام أحد بمساعدتها، خشية العواقب الوخيمة من قبل زوج الحيتان القاتلة، إلا أن المجوعة بقيت تتابع مصير بقرة البحر وصغيرها
وفي مقطع الفيديو الذي وثقه عفيفي، يمكن مشاهدة أنثى الحوت القاتل وهي تقوم بمضايقة أنثى بقرة البحر، التي بدت مستسلمة لها، وذلك بسحبها إلى أعماق المياه ثم إعادتها السطح.
وقال عفيفي: "لاحظت أنها (أنثى الحوت القاتل) تتلذّذ بتعذيب بقرة البحر والتلاعب بها ومحاولة إنهاكها".
وفي تلك الأثناء، يمكن مشاهدة حوت قاتل آخر، هو نفسه الذي شاهده مصطفى بداية، يلهو مع فريسة أخرى أصغر، يعتقد عفيفي أنها صغير أنثى بقرة البحر، التي تلقى المصير ذاته من أنثى الحوت القاتل.
ويشير عفيفي إلى أن أنثى بقرة البحر يعرف عنها أنّها لا تترك صغيرها.
منذ عام 1999، تقوم هيئة البيئة - أبوظبي بحماية ودراسة مناطق تواجد أبقار البحر، التي تعد من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تقوم بحماية حوالي 3000 بقرة بحر، معظمها موجود في المياه المحيطة بمحمية مروح البحرية للمحيط الحيوي ومحمية الياسات البحرية.
من جهتها، علّقت هيئة البيئة أبوظبي عبر حسابها الرسمي على "انستغرام"، مستعينة بمقطع فيديو آخر لشخص يدعى أحمد القبيسي، مؤكدة مشاهدة زوج من حيتان الأوركا، الحوت القاتل، قبالة سواحل إمارة أبوظبي.
وأوضحت أن هذه الحيتان تعد من أكثر الأنواع البحرية حبًا للسفر، وأنها تتميز بقدرتها على التكيف مع المياه الباردة والدافئة.
وأضافت أنه رغم ندرة مشاهد حيتان الأوركا، إلا أنّها كثيرًا ما تزور مياه الإمارة، وهو ما يعكس صحة الحياة البحرية بها، وتابعت :"لذلك تتخذ الكثير من الأنواع من مياهنا البحرية موطنًا لها".
وأكدت أن حيتان الأوركا لا تشكّل تهديدًا على الإنسان في العادة، مع ذلك تشدد على ضرورة الحفاظ على مسافة آمنة في حال مشاهدة هذا النوع من الحيتان، أو أي من أنواع الحياة الفطرية، والتواصل مع مركز اتصال حكومة أبوظبي.