دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عن اكتشاف كنز أثري يتمثل في العثور لأول مرة على سلسلة من المخازن داخل هرم الملك "ساحورع" في منطقة أبو صير الأثرية، بالجيزة.
وتوصلت إلى هذا الاكتشاف البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة من جامعة فورتسبورغ، والعاملة بمنطقة أبو صير منذ عام 2019 من خلال مشروع الحفظ والترميم لهرم الملك ساحورع، بدعم من صندوق وقف الآثار التابع لمركز البحوث الأمريكي في مصر، بهدف حماية الأجزاء الداخلية من هرم ساحورع.
من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، مصطفى وزيري، على أهمية هذا الكشف، إذ أنه يساهم في كشف النقاب عن فلسفة الهندسة المعمارية لهرم الملك ساحورع، ثاني ملوك الأسرة الخامسة (2400 قبل الميلاد)، وأول ملك يُدفن في أبو صير.
وأضاف وزيري أن المخازن المكتشفة ستتاح للدراسة المستقبلية فور إنتهاء البعثة من أعمالها، كما من المقرّر فتحها أمام الزوار المصريين والأجانب قريبا.
ومن جانبه، قال رئيس البعثة، محمد إسماعيل خالد، إن عدد المخازن المكتشفة بلغ نحو ثمانية مخازن، لافتا إلى أنه رغم تضرر الأجزاء الشمالية والجنوبية من منطقة المخازن بشدة وخاصة السقف والأرضية، إلا أنه لا يزال من الممكن رؤية بقايا الجدران الأصلية وأجزاء من الأرضية.
وأضاف أنه جرى ترميم المخازن المكتشفة وتوثيقها أثريًا بشكل دقيق، ما ساهم في فهم التصميم الداخلي لهرم الملك ساحورع بشكل كبير.
ووفق بيان وزارة السياحة والآثار المصرية، تجح فريق العمل كذلك في الكشف عن الأبعاد الأصلية والتصميم الأصلي للغرفة الأمامية لحجرة الدفن الخاصة بالملك ساحورع، التي تعرضت لأضرار مع مرور الوقت حيث عانى الجدار الشرقي من أضرار بالغة، ولم يكن بالإمكان اكتشاف سوى الركن الشمالي الشرقي و0.30 متر من الجدار الشرقي، إلا أن البعثة قامت ببناء جدران داعمة جديدة بدلا من تلك المهدمة.
ولفت رئيس البعثة إلى أن فريقه تمكن أيضا من "الكشف عن آثار ممر منخفض كان قد ذكرها المعماري الإنجليزي جون بيرينج، الذي يعد من أوائل المستكشفين للتصميم الداخلي للهرم في عام ٬1836 حين ذكر أن الممر كان مليئًا بالحطام والقمامة وأنه لم يكن قادرًا على الدخول نظرا للحالة الإنشائية المتهدمة للهرم".
ومع ذلك، فقد اقترح بيرينج أن هذا الممر المنخفض قد يؤدي إلى مجموعة من المخازن الخاصة بتخزين الأثاث الجنائزي.
وقد قامت البعثة المصرية الألمانية بتنظيف الممر باستخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد، واستخدام الماسح الضوئي "ZEB Horizon" و"GeoSLAM"، وأجرى الفريق المصري الألماني بالتعاون مع فريق "3D Geoscan" مسحا للمناطق المكتشفة داخل الهرم، الأمر الذي سمح برسم خرائط شاملة لكل من المناطق الخارجية الشاسعة، والممرات الضيقة، والغرف بداخلها.