دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صرّح الباحث في مجال المناخ الدكتور جيانلوكا غريمالدا، بأنه يجازف بخسارة منصبه في معهد كيل للاقتصاد العالمي في ألمانيا، بعدما رفض استخدام الطائرة كوسيلة نقل للعودة من بابوا غينيا الجديدة.
ويخطّط غريمالدا للعودة إلى ألمانيا من رحلته البحثية من دون طيران، بهدف تقليل انبعاثات الكربون التي قد يتسبّب بها بنسبة 90%. ويعتزم، عوض ذلك، السفر باستخدام العبّارات، والحافلات، والقطارات، وسفن الشحن.
وقدّم المعهد لغريمالدا مهلة مدّتها ثلاثة أيام للعودة بحلول الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، ما يجبره على الطيران، وفق ما جاء في بيان صادر عن مجموعة "ساينتست ريبيليون" (Scientist Rebellion) المعنية بالمناخ.
وقال غريمالدا لـCNN، إنّ معهد كيل أخطره بـ"توقعّ تلقّيه تحذيرًا/ طلبًا ثانيًا للحضور إلى كيل من خلال سفره بالطائرة"، وإذا لم يلتزم بذلك، فإنهم "سيصدرون بعد ذلك رسالة التسريح من العمل".
وأضاف في بيان أنه لم يتلقّ راتبه عن شهر سبتمبر/ أيلول، ورُفض عرضه بإجازة غير مدفوعة الأجر.
وأبلغ معهد كيل CNN أنه "لا يعلّق على شؤون الموظفين الداخلية علناً". كما أن المعهد يدعم موظفيه عند السفر بغرض العمل بطريقة صديقة للمناخ.
وعندما سُئل (المعهد) عن ادّعاء غريمالدا بأنّ راتبه لشهر سبتمبر/ أيلول لم يُدفع، أجاب معهد كيل أنه لن يعلّق علنًا على "مسألة داخلية تتعلق بالموظفين.. حماية لموظفينا".
وكان غريمالدا، الخبير الاقتصادي التجريبي والناشط في منظمة "Scientist Rebellion"، يقوم بعمل ميداني في بوغانفيل، ببابوا غينيا الجديدة لمدة ستة أشهر، بهدف دراسة العلاقة بين العولمة وتغيّر المناخ والتماسك الاجتماعي.
وجاء في بيان منظمة "ساينتست ريبيليون" أنّ تصريح غريمالدا بالسفر انتهى في 10 سبتمبر/ أيلول، لكنّ بحثه استغرق وقتًا أطول ممّا كان مخططًا له أساسًا جرّاء العديد من التهديدات الأمنية، ضمنًا حادثة احتجازه كرهينة من قبل مجموعة مسلحة بالمناجل صادروا جميع مقتنياته.
ومع اشتداد أزمة المناخ، يخضع أثر الطيران لتدقيق متزايد. ويتسبّب الطيران التجاري في 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سنويًا، ويتوقع أن يزداد الطلب على الرحلات الجوية، وبالتالي زيادة الانبعاثات، بشكل كبير في السنوات المقبلة. وكبديل لذلك، قام نشطاء المناخ، مثل غريتا ثونبرغ، بوضع نماذج لطرق أكثر مراعاة للبيئة بغية السفر مثل السفن أو القطارات.
وأفاد غريمالدا في بيان: "أنا مستعد لمواجهة كل العواقب القانونية والاقتصادية لهذا القرار. في النهاية، إنها مشكلة تتعلق أيضًا بالصحة العقلية. حالتي النفسية لا يمكن وصفها إلا بأنّها حالة قلق مناخي، ولا يمكن للطيران إلا أن يساهم بتفاقمها".
واستغرق الأمر من غريمالدا 35 يومًا للوصول إلى بابوا غينيا الجديدة من ألمانيا في وقت سابق من هذا العام، حيث سافر مسافة 15 ألف كيلومتر (9321 ميلًا) براً إلى سنغافورة، قبل أن يستقل طائرة في المرحلة الثانية من الرحلة.
ويبقى حاليًا في بابوا غينيا الجديدة، حتى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، كي يغادر على متن سفينة شحن في رحلة طويلة للعودة إلى ألمانيا.