دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يختار العديد من الأشخاص تربية الكلاب أو القطط عادة، ولكن قرّر المغامر الألماني، فالنتين غرونر، تربية لبؤة بعدما رفضتها والدتها.
وبدأت قصة غرونر مع الحيوانات منذ الطفولة، حيث كانت لديه مجموعة متنوعة من الحيوانات، منها الخيول، والأغنام، والقطط، والكلاب، والببغاوات، والأرانب، والسلاحف، وغيرها.
من ألمانيا إلى إفريقيا
لطالما حَلُمَ المغامر الألماني بالعمل في مجال الحياة البرّية بإفريقيا.
وبعد الانتهاء من دراسته الثانوية، كان يحتاج إلى المال لزيارة إفريقيا، حيث عمل بالرمال النفطية في شمال كندا.
وبعد ذلك، تطوع في محمية للحياة البرّية في دولة ناميبيا. وبعد مرور عام، انتقل إلى بوتسوانا، حيث أكمل دورات تدريبية عن الحراسة والطبيعة.
وشَغِلَ غرونر مناصب مؤقتة في صناعة السياحة البحثية.
وفي عام 2012، أنشأ معسكرًا في منطقة خاصة للحياة البرية في كالاهاري.
وتحتوي هذه المحمية على منشأة للحيوانات المفترسة لإيواء الأسود، والفهود، والكلاب البرية، التي تسببت في الإضرار بالماشية، بدلًا من إطلاق النار عليها.
ورغم أن نيته الأوّلية لم تكن التواصل العملي مع هذه الحيوانات، إلّا أن شبلًا كان يحتاج إلى المساعدة.
وهنا، قرّر المغامر الألماني تربية لبؤة بنفسه، وتخصيص وقته كلّه من أجلها (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
وقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "أدركت في هذه اللحظة أنني سأكون مسؤولاً عن رفاهيتها لمدة 20 عامًا، وهو التزام كبير بالنسبة لشخص يبلغ من العمر 24 عامًا".
"سيرجا"
في البداية، بقيت اللبؤة "سيرجا" في حظيرة قريبة من خيمة غرونر، لكنها رافقته إلى الأدغال يوميًا. وبدأت في اصطياد طعامها بنفسها في عمر الـ16 شهرًا.
وفي عام 2018، نقل غرونر مشروعه كاملًا إلى منطقة جديدة، حيث تتمتع "سيرجا" اليوم بمحمية تبلغ مساحتها ألفين هكتار.
وفي محميتها، يوجد منطقة خاصة بالأسود، حيث تستطيع البحث عن الطعام ومواجهة أسود أخرى. ويوجد أيضًا حظيرة بمساحة هكتار واحد، وهي مجاورة لمحمية "سيرجا"، حيث تستطيع الاسترخاء بأمان.
وقال غرونر: "يمكن القول: إنها لبؤة مدللة إلى حد ما".
ترويض "سيرجا"
لم يحاول المغامر الألماني ترويض "سيرجا" بأي شكل من الأشكال، إذ أنها معتادة جدًا على وجوده.
وأوضح غرونر: "إذا قررت أنها لا تريدني أو أصبح الأمر خطيرًا بالنسبة لي، سأتوقف عن الاقتراب منها".
وبعد 11 عامًا، لا تزال "سيرجا" تستمتع بوجود المغامر الألماني إلى جانبها، ونظرًا لقوتها وحجمها، فهي لطيفة نسبيًا.
ولا يوصي غرونر أبدًا بتربية حيوان مفترس برّي.
وفي حال اختار المرء القيام بذلك، فيجب أن يبقى الحيوان في بيئته الطبيعية.
وتتمتع هذه الحيوانات بغرائز متطورة للغاية، وهي ضرورية لبقائها في البرّية، كما أن إدخالها إلى بيئات غير مناسبة يمكن أن يتسبب بوقوع حوادث مؤذية.