سمرقند.. إحدى أقدم مدن العالم وأبعدها ما برحت تثير إعجاب الزوار

سياحة
نشر
7 دقائق قراءة
gettyimages-1185723641v2.jpg
ساحة ريجيستان الشهيرة في مدينة سمرقند التاريخية.. منها تتوزع المسارات لأفضل زيارة للمدينة ومعالمها التاريخية. Credit: Tanatat Pongphibool/Moment RF/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سمرقند. كلّما لفظنا اسمها نستحضر صور المغامرة والاستكشاف والألغاز البعيدة. وهذه المدينة التي تُعد بين المدن الأقدم المأهولة في العالم، تأسّست حوالي عام 700 قبل الميلاد، وتشكّل مفترق طرق للثقافات ومركزًا للتعلّم والتجارة، خصوصًا خلال ذروة طريق الحرير القديم الذي كان يمر عبر المدينة.

كُتب الكثير عن هذه الجوهرة الواقعة في جنوب شرق أوزبكستان، لكن قصيدة للروائي والشاعر البريطاني جيمس إلروي فليكر (1884-1915) تلخّص ربما الواقع بشكل أفضل: "سعيًا منا لمعرفة ما لا ينبغي معرفته، نسلك الطريق الذهبي إلى سمرقند".

بفضل معالمها المتنوعة، ضمنًا المساجد والأضرحة والمدارس المذهلة، فهي بالتأكيد جوهرة المدن التاريخية في أوزبكستان التي غالبًا ما يترافق ذكرها مع خيوة وبخارى، المحطتان الرئيسيتان الأخريان على طريق الحرير، اللتان تشتهران بهندسة معمارية تعود إلى العصور الوسطى.

أبرز المعالم التاريخية

سمرقند
جامع بيبي خانم الذي يعد أكبر جامع في وسط آسيا. Credit: monticello/imageBROKER/Shutterstock

أي مسار لسمرقند يجب أن ينطلق من ميدان ريجستان كمحطة أولى. ويرجح أنها الموقع الذي التقطت فيه الصور الأكثر في أوزبكستان.

وتنتصب حول الميدان  ثلاث مدارس هي: مدرسة أولوغبيك، ومدرسة شير دور، ومدرسة تيلا كاري، التي بُنيت بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر. وتختزل هذه المدارس الإسلامية بشكل مثالي الدور الذي لعبه طريق الحرير القديم، كمركز للتعلم والتجارة.

وفي حين أنّ ميدان ريجستان قد يكون المعلم السياحي الأشهر في سمرقند، إلا أن مقبرة شاه زنده بلا شك، هي الأكثر إثارة للعجب. إذ تحتوي على مجموعة من الأضرحة التي يسيطر فيها البلاط الفيروزي والقباب والديكورات الداخلية المذهلة على المشهدية، ويعود تاريخها جميعها إلى القرن الرابع عشر.

ثم هناك العديد من المواقع المرتبطة بالحاكم الشهير تيمور من القرن الرابع عشر، واسمه حاضر دومًا في أوزبكستان.

ومن أشهر الأماكن المتّصلة به مثواه الأخير، غور أمير في سمرقند، أو ضريح الأمير تيمور الذي يحتفي بحياته باللونين الذهبي والفيروزي. تم الانتهاء من بنائه عام 1404، ودُفن تيمور هناك بعد وفاته عام 1405.

وتقول الأسطورة أنّ زوجة تيمور المفضّلة شيّدت مسجد بيبي خانوم في سمرقند تكريمًا لعودته إلى وطنه بعد رحلة فتوحاته الطويلة. ولا يزال اليوم أحد أكبر المساجد في آسيا الوسطى، ويمكنه أن يستقبل حوالي 10 آلاف من المصلين في كل مرة.

ثم هناك حفيد تيمور، أولوغ بهيغ. لقد كان سلطانًا، لكنه أيضًا عالمًا شغوفًا بالرياضيات وعلم الفلك. ولا تزال أعماله تُذكر في مرصد أولوغ بهيغ التاريخي الذي بُني في عشرينيات القرن الخامس عشر، على تلة مطلّة على سمرقند. ويعرض اليوم القياسات التاريخية لمسار الشمس على مدار عام، بفارق دقيقة واحدة فقط عن قياسات اليوم.

وفي الشمال الشرقي من المدينة يوجد ضريح القديس دانيال، نبي من العهد القديم. الموقع الدقيق لرفاته ما زال موضع جدل، حيث تدّعي العديد من الدول أنها تمتلكها. لكن بحسب الأسطورة المحلية، يحتوي ضريح القديس دانيال في سمرقند على مجموعة من آثار النبي التي تستمر في النمو مع مرور الوقت، ما أجبر القيّمون على تمديد التابوت بشكل متكرّر حتى بلوغه الطول الحالي، أي 18 مترًا (59 قدمًا).

ماذا تأكل وأين؟

سمرقند
الطبق الوطني بلوف. Credit: Tanatat pongphibool/Moment RF/Getty Images

يتنوّع المطبخ الأوزبكي إسوة بالمناظر الطبيعية في البلاد وسمرقند ليست استثناءً.

الطبق الوطني هو بلوف، وفي الأصل اسمه بيلاف أو بيلاو. يمكن تحضير طبق الأرز هذا باستخدام مجموعة واسعة من المكونات مثل الجزر، ولحم البقر، والزبيب والبصل.

وتترافق معظم الوجبات مع طبق أوبي نون، وهو نوع من الخبز يُصنع طازجًا في فرن من الطين، ثم يتم ختمه وتزيينه بأداة شائكة يمكن التقاطها من أي كشك تذكاري.

أما بالنسبة للأطباق المحلية التي قد لا تعجب الجميع، فهناك الكورت. سترى هذه الكرات الصغيرة الصلبة البيضاء الموضوعة على أطباق القضم وفي الأسواق. وهي عبارة عن وجبات خفيفة من الجبن المجفف، مصنوعة من الحليب المخمر الذي يتم الحصول عليه من الحيوانات المحلية. تقول الأسطورة أنها كانت تحظى بشعبية لدى الرحالة على دروب طريق الحرير.

وتوجه إلى بازار سياب حيث الأكل رخيص ويمكنك الامتلاء والتمتع بمشاهدة المعالم السياحية. هنا سيجد المسافرون العديد من الأطباق الأوزبكية الكلاسيكية، ضمنًا أوبي نون الساخن، والسمسا، والشاشليك، والكورت.

ولن تكتمل أي زيارة إلى أوزبكستان من دون الاستمتاع بتقاليد الشاي القديمة. وفي حين أن جيل الشباب يتبنى اتجاه تناول القهوة، لا يزال السكان المحليون الأكبر سنًا يستمتعون بكوب من الشاي يرافق طعامهم.

وأصبحت بيوت الشاي التقليدية في أوزبكستان أكثر ندرة، لكن بيت شاي بيبيخانوم في سمرقند يقدم تجربة أصيلة.

من أين ينطلق مسارك؟

سمرقند
بازار سياب يقدم الطعام الطازج والرخيص ومتعة التسوق. Credit: Raimund Franken/ullstein bild/Getty Images

إذا كنت تُقيم في الجزء القديم من المدينة، فإن المشي يعد الخيار الأفضل، حيث يوجد العديد من الممرات الصغيرة التي يمكنك استكشافها والمناورة بها.

بالنسبة للمسافات الأطول، مثل محطة سكة الحديد، أو المطار، أو المعالم السياحية مثل مرصد أولوغ بهيغ، يمكنك الاستعانة بسيارات الأجرة رخيصة الثمن التي يسهل الاتصال بها. تفاوض قبل الركوب، حيث أن العديد من سيارات الأجرة لا تحتوي على عداد، رغم أن الأسعار تميل إلى أن تكون عادلة ورخيصة. فقط تأكد من حيازتك نقودًا بالعملة المحلية.

بالنسبة للرحلات اليومية الطويلة، مثل رحلة إلى شهرسبز، فإن استئجار سائق خاص ودليل يعتبر الخيار الأفضل.

كيف تصل إلى سمرقند؟

يقع أكبر مطار دولي في أوزبكستان بالعاصمة طشقند. منها يمكنك اللحاق برحلة جوية مع الخطوط الجوية الأوزبكية إلى سمرقند أو ركوب القطار.