جزيرة فردوسية تتمكّن من القضاء على مشكلة البعوض 100% تقريبًا.. كيف؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة
شاهد امرأة تنام على "فراش" من أسماك القرش بالمالديف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُدرك أي شخص تعامل مع البعوض أثناء محاولة للاسترخاء خلال نزهة سيرًا على الأقدام، أو على شاطئ هادئ، أنّ هذه الحشرات الصغيرة تؤثر بشكل كبير على عطلاتنا.

وإلى جانب كون هذه الحشرات مصدرًا للإزعاج، يمكنها أن تشكل خطرًا صحيًا باعتبارها ناقلة لأمراض مثل الملاريا، وحمى الضنك، وفيروس زيكا.

وأمضى منتجع "Soneva Fushi"، بجزيرة "كونفونادهو" الخاصة في جزر المالديف أعوامًا في العمل للقضاء على هذه الآفات.

ليس حلمًا.. يمكنك قضاء إجازة في هذه الجزيرة الفردوسية دون القلق بشأن لدغات البعوض
تأسس منتجع Soneva Fushi في جزر المالديف بعام 1995. Credit: Courtesy Soneva Fushi

وأدّى الحل الأكثر فعالية الذي توصل المنتجع إليه لانخفاض كبير في أعداد البعوض، وإنعاش النباتات الاستوائية والحيوانات في الجزيرة خلال هذه العملية.

وتعاون منتجع "Soneva" مع شركة "Biogents" ومقرها ألمانيا، التي طورت مصائد للبعوض تعتمد على مواد جاذبة صديقة للبيئة.

ليس حلمًا.. يمكنك قضاء إجازة في هذه الجزيرة الفردوسية دون القلق بشأن لدغات البعوض
وضع المنتجع المبادرات الخضراء في الطليعة، ويستمر هذا الهدف حتّى اليوم. Credit: Courtesy Soneva Fushi

وقال مدير الوعي الاجتماعي والبيئي في منتجع "Soneva"، أرنفين أوينز: "كنّا نبحث عن طرق للتحكم بالبعوض من دون استخدام مواد كيميائية".

ولفترةٍ طويلة، كافحت المنطقة مشكلة البعوض التي تفاقمت خلال موسم الرياح الموسمية الممتد من مايو/أيار إلى نوفمبر/تشرين الثاني.

ليس حلمًا.. يمكنك قضاء إجازة في هذه الجزيرة الفردوسية دون القلق بشأن لدغات البعوض
تعاون المنتجع مع شركة Biogents لتوزيع مصائد للبعوض تعتمد على مواد صديقة للبيئة. Credit: Courtesy Soneva Fushi

واستخدم المنتجع نظام "Biogents" لأول مرة في عام 2019، باستخدام نوعين مختلفين من المصائد، ووضع أكثر من 500 مصيدة في جميع أنحاء الجزيرة.

ويُعَد النوع الأول، واسمه "BG-GAT"، مصيدة سلبية مخصصة للبعوض النمر الذي سبق أن لدغ شخصًا ما بالفعل، ويبحث عن مكان لوضع البيض، وفقًا لما ذكره أوينز.

ليس حلمًا.. يمكنك قضاء إجازة في هذه الجزيرة الفردوسية دون القلق بشأن لدغات البعوض
تعمل المصيدة من دون مواد كيميائية. Credit: Courtesy Soneva Fushi

أما النوع الثاني "BG-Mosquitaire CO2"، فيهدف إلى جذب البعوض الباحث عن الدم، وهو أمر يقوم به باستخدام ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الخميرة، والسكر، بالإضافة إلى حمض اللاكتيك، والذي يحاكي بشرة الإنسان.

وفي الأسابيع القليلة الأولى، كانت الفخاخ تصطاد آلاف من حشرات البعوض كل يوم.

وذهب المنتجع لحدٍ أبعد من استخدام المصائد، وقام أيضًا بتثقيف الموظفين حول النظام البيئي للبعوض.

ليس حلمًا.. يمكنك قضاء إجازة في هذه الجزيرة الفردوسية دون القلق بشأن لدغات البعوض
علّم منتجع Soneva Fushi فريقه كيفية الحد من تكاثر البعوض. Credit: Courtesy Soneva Fushi

والآن، يُجري فريق "Soneva" عمليات تفتيش لممتلكاته لتحديد وتقليل أشياء مثل أقمشة "تارب"، وقشور جوز الهند المتساقطة، وأي شيء آخر يمكن أن يحتضن المياه الراكدة الضرورية لتكاثر الحشرات.

وبحسب ما ذكره فريق "Soneva"، كان برنامج مكافحة الآفات ناجحًا.

وأفاد المنتجع عن تسجيله انخفاضًا كبيرًا في أعداد البعوض في الجزيرة بنسبة زادت عن 98% في العام الأول.

ليس حلمًا.. يمكنك قضاء إجازة في هذه الجزيرة الفردوسية دون القلق بشأن لدغات البعوض
ومنذ التوقف عن استخدام المواد الكيميائية، ارتفعت أعداد الحشرات المحلية لجزر المالديف مرة أخرى. Credit: Courtesy Soneva Fushi

وشرح أوينز: "قمنا بإحصاء حشرات البعوض التي تم اصطيادها بشكلٍ يومي، وأصبحت عملية العدّ أسهل مع انخفاض الأعداد بالتأكيد"، مضيفًا: "تلقينا العديد من التعليقات الإيجابية من الضيوف المتكررين الذين يأتون إلينا عامًا بعد عام، ولذلك لاحظنا الفرق".

وأثبت نظام "Biogents" فعاليته العالية أيضًا لاستخدامه على المدى الطويل، فهو لا يفرض أي مخاوف بشأن تطوير حشرات مقاوَمة ضد هذا الحل.

ومنذ التوقف عن استخدام المواد الكيميائية، بدأت الحشرات المحلية في جزر المالديف تزدهر مرة أخرى.

وأوضح أوينز: "عادت هذه الملقحات الطبيعية الآن بكثرة، ما يعني أنّ هناك المزيد من الزهور، والفاكهة، والمزيد من المحاصيل"، مضيفًا أنّ توفّر المزيد من الفاكهة والحشرات يعني أيضًا وجود "المزيد من الطيور التي تزور شواطئ كونفونادهو، ويتم رصد اليراعات مرة أخرى ليلاً".

ويُعد تعزيز التنوع البيولوجي، واستخدام الأساليب الصديقة للبيئة والمستدامة لتحقيق ذلك، أمرًا منطقيًا نظرًا إلى جذور المنتجع.

وتأسس منتجع "Soneva Fushi" على يد سونو وإيفا شيفداساني في عام 1995، مع التزام رائد تجاه الاستدامة البيئية.

وأصبح الثنائي من بين الأوائل الذين قدموا مبادرات مثل إعادة التدوير، والحفاظ على الطاقة، والحدّ من النفايات في المنطقة بفضل رؤيتهما.

وخلال العمل مع "Biogents" لاستخدام أساليب صديقة للبيئة للقضاء على البعوض، يهدف المنتجع أن يكون أول جزيرة خالية من البعوض في جزر المالديف، ولكنه لا يريد أن يكون الوحيد فقط.

وأهدت سلسلة المنتجعات مصائد حشرات البعوض إلى البرلمان في ماليه، عاصمة البلاد، ودرّبت الموظفين على كيفية استخدامها.