دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الركن الأيسر والسفلي من قارة إفريقيا، وقبل أن تمتد المناظر الطبيعية القاحلة في ناميبيا، تقع منطقة خضراء ومعتدلة المناخ، يمكن أن تكون واحدة من أجمل المناطق في القارة.. غير أنّها ما زالت مجهولة لعدد كبير من الناس.
تقع لوبانغو في مقاطعة هويلا، جنوب غرب أنغولا، وتُعتبر ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، وهي غنية بالتاريخ والثقافة. وتقع على هضبة شديدة الانحدار توفّر مناظر طبيعية خلابة.
ترتفع 5774 قدمًا (1760 مترًا) فوق مستوى سطح البحر، وهي واحدة من أروع المدن في أنغولا، حيث تتراوح درجات الحرارة فيها بين 8 و31 درجة مئوية (46-89 فهرنهايت) ما يسمح بزراعة المحاصيل التي يصعب زراعتها في بقية أنحاء البلاد.
عُرفت لوبانغو سابقًا باسم سا دا بانديرا، وكانت موقعًا استيطانيًا رئيسيًا منذ عام 1885، للبرتغاليين الذي استعمروها، وأتوا إليها من جزر ماديرا آتين البرتغالية، واكتشفوا إمكانات المناخ.
واليوم، أصبحت المنطقة غنية بالزراعة والثروة الحيوانية، وهي وفرة يمكن معاينتها في مجموعة متنوعة من الأطعمة المعروضة، ضمنًا الأجبان المحلية، ووصفات نقانق كوريزو البرتغالية القديمة.
كما تُعتبر لوبانغو واحدة من أهم مدن أنغولا بفضل مكانتها كمركز سفر، يمكن الانتقال منها إلى المقاطعات الأخرى بالبر والسكك الحديدية، بالإضافة إلى وجود مطار دولي مع رحلات إلى لواندا، وأجزاء أخرى من البلاد، وعاصمة ناميبيا ويندهوك.
ويستكشف زوار البلد غنى تاريخها، وهندستها المعمارية الاستعمارية المبنية على طراز فن الآرت ديكو. كما أنها مكان لا مثيل له للاختلاط مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من المجموعات العرقية، ضمنًا أفراد شعب مومويلا، والعديد من مجتمعات البدو الأخرى. ويأتي هؤلاء إلى المدينة للتجارة، أو المرور عبرها إلى أماكن أخرى.
وبخلاف العديد من الأماكن في إفريقيا، تتعايش في هذه المنطقة مجموعات عرقية عديدة بسلام، ويمكن لمس ذلك عند السير في شوارع المدينة.
وقالت فلوريندا راموس، سيدة الأعمال التي تزور المنطقة بانتظام إن "استعراض المجموعات العرقية المتنوعة في لوبانغو يُعد تجربة غنية. يُعتبر المكان سحريًا".
من جهتها، أبدت روزمير لويس، المهندسة البيئية من العاصمة الأنغولية لواندا إعجابها، بعدما قضت بعض الوقت في لوبانغو من أجل العمل. ورأت أنّ "لوبانغو مكان ممتاز للسياحة الاستكشافية. فهي آمنة، ومتنوعة من حيث المناظر الطبيعية والأماكن ذات الأهمية، سواء المبنية أو الطبيعية".
وتابعت: "لقد استمتعت حقًا بالأسواق الشعبية داخل المدينة وخارجها، والجبال، والمواقع النائية حيث الجيولوجيا خصبة ورائعة".
إليكم ستة من أفضل الأماكن للزيارة في لوبانغو وما حولها:
فجوة توندافالا (فيندا دا توندافالا)
تُعد توندافالا أحد أهم عجائب أنغولا. وهي مضيق يخطف الأنفاس، يبعد ما يزيد قليلاً عن 10 أميال شمال غرب لوبانغو، على الحدود مع مقاطعة ناميبي المجاورة.
هنا، تنزل الروافد الباردة لهضبة هويلا المرتفعة فوق منحدر شديد الانحدار، إلى السهول الأكثر سخونة في الأسفل.
يعتبر السكان المحليون توندافالا مكانًا تلجأ إليه أرواح أسلافهم، ومن السهل معرفة السبب.
المناظر البانورامية من هذا الشق البركاني مذهلة. ويكافأ الزوار أيضًا بالنباتات الجميلة، بما في ذلك بساتين الفاكهة، التي تنمو وسط الشقوق الصخرية.
سيرا دا ليبا
على بعد حوالي 50 كيلومترًا غرب مركز مدينة لوبانغو، يصل الطريق إلى جبال سيرا دا ليبا التي ترتفع قممها حوالي 2650 مترًا. الجبال ليست هي العلامة الأكثر روعة هنا، بل الطريق.
بنت الإدارة الاستعمارية القديمة الطريق في عام 1970، لربط لوبانغو بمقاطعة ناميبي. ويُعتبر من أجمل الطرق في البلاد، إن لم يكن في القارة، كما يُعد من أشهر المعالم السياحية في أنغولا.
ومع اقترابه من قمة سيرا دا ليبا، ينحدر من هضبة هويلا مسافة 1600 متر في العشرين كيلومترًا التالية تقريبًا. ويفعل ذلك من خلال سلسلة من المنحنيات المتعرجة المذهلة، عددها الإجمالي 56، تُنافس جبال الألب الأوروبية.
من الأفضل رؤية هذه الأعجوبة الهندسية الخلابة من الجبال المجاورة لها.
سوق لوبانغو البلدي
السوق البلدي في لوبانغو عبارة عن مبنى استعماري صغير يقع في المنطقة التجارية بوسط المدينة.
ويُحاط السوق بالعديد من المتاجر الصغيرة، ويقع الناس فيه على الأطعمة الموسمية الطازجة، والزهور المقطوفة التي تزرعها وتبيعها النساء بشكل رئيسي. هناك سلال مصنوعة يدوياً من مواد مجففة طبيعية مختلفة، ومجموعة متنوعة من الأعشاب الطبية. إنه مكان رائع للحصول على العسل المحلي النقي.
عمارة وسط المدينة
لقد خلّف تاريخ أنغولا المضطرب بصمته المعمارية على لوبانغو بمزيج من أنماط العمارة المتناقضة، التاريخية والحديثة، ما خلق مشهدًا حضريًا ديناميكيًا يحتضن المقاهي والمطاعم.
هناك بقايا آثار تعود إلى قرون من الحكم الاستعماري البرتغالي، بالإضافة إلى بعض المباني الرائعة من القرن الماضي.
يمكن رؤية آرت ديكو في العديد من المواقع، ضمنًا كاتدرائية ساو خوسيه القوطية الحديثة المهيبة، التي بُنيت في عام 1939. وهي تستحق الزيارة لرؤية السقف المقبب المثير للإعجاب الذي ينحني فوق المصلين.
تتواجد العديد من المباني التجارية من طراز آرت ديكو، ما يشكل تناقضًا مع الفن الإفريقي الجديد المُعبَّر عنه بالجداريات الملونة على أسوار المدينة.
تمثال المسيح الملك
يُعد تمثال المسيح الملك، المنتصب بذراعين ممدودتين نحو الأفق، من أولى المعالم التي يراها الكثير من الناس لدى وصولهم إلى لوبانغو.
على غرار تمثالي المسيح العملاق المطل على ريو دي جانيرو ولشبونة، يقع هذا الصرح الرخامي الأبيض عاليا فوق المدينة، على قمة جبل سيرا دا شيلا الذي يبلغ ارتفاعه 2130 مترًا.
بُني هذا النصب التذكاري الذي يبلغ طوله 30 مترًا في عام 1957، وفقًا لتصاميم المهندس البرتغالي ماديرا فراساو ساردينها.
وصُنّفت هذه البقعة كموقع للتراث العالمي الأنغولي في أبريل/ نيسان 2014، وتبعد بضع دقائق فقط بالسيارة عن وسط المدينة، وهي المكان المثالي لمشاهدة مدينة لوبانغو بأكملها وفهم ضجيج المدينة ونطاقها في الأسفل.
متحف حويلا الوطني
افتتح المتحف الوطني الذي يحفظ تاريخ مدينة لوبانغو من خلال مجموعة محفوظة جيدًا، لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي.
ويضم المعرض الدائم فيه الموزّع على غرف وفق مواضيع تعرض عادات، وأزياء، ومعتقدات، وتقاليد المجتمعات في جنوب أنغولا.
ويمكن للزوار رؤية الحلي، والمنسوجات، والسيراميك، وسواها من القطع المتعلقة بالزراعة، وصيد الأسماك.