دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكملت إحدى طائرات الشحن الأكثر استخدامًا في العالم رحلة كاملة من دون طيّار لأول مرّة.
وغادرت الرحلة مطار "هوليستر" الواقع في شمال كاليفورنيا. واستغرقت حوالي 12 دقيقة إجمالًا.
وأدارت الرحلة شركة "Reliable Robotics" التي تعمل على نظام طيران شبه آلي منذ عام 2019، يتيح إمكانية التحكّم بالطائرة عن بُعد بواسطة طيّار.
وأعلنت الشركة أخيرًا أنّ الرحلة، التي يبلغ طولها 50 ميلاً، قد تمّت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
وكانت الطائرة من طراز "سيسنا كارافان"، وهي طائرة قوية ذات محرّك واحد، وتُعد خيارًا شائعًا للتدريب على الطيران، والسياحة، والمهام الإنسانية، والشحن الإقليمي.
وقال روبرت روز، الرئيس التنفيذي لشركة "Reliable Robotics": "إنها طائرة الشحن الأكثر شعبية التي لم تسمع عنها من قبل.. سيُخبرك الطيّارون أنها العمود الفقري لهذه الصناعة".
وتابع: "التحدي الذي تواجهه هذه الطائر يتمثًل بكونها تُحلّق على ارتفاعات منخفضة وفي ظروف مناخية أكثر سوءًا ممّا تفعله العديد من الطائرات الكبيرة اليوم.. لذلك، سيقطع التشغيل الآلي شوطًا كبيرًا لتحسين سلامة العمليات".
وتعمل شركة "Reliable Robotics" حاليًا مع إدارة الطيران الفيدرالية لاعتماد تقنيتها للعمليات التجارية، وتتوقع أن تكتمل هذه العملية في أقل من عامين.
ليست لعبة فيديو
يقوم المُشغّل عن بعد، وهو طيّار حقيقي، بإرسال الأوامر إلى الطائرة عبر إشارات الأقمار الصناعية المُشفّرة.
وقال روز: "هذه ليست لعبة فيديو".
وأوضح: "الطريقة التي يتحكّمون بها بالطائرة هي في الأساس قائمة من الخيارات.. يمكنك التفكير في الأمر على أنه "اختر مغامرتك الخاصة" بناءً على مكان الطائرة، وهناك مجموعة من الأزرار، حيث تسمح للطيّار بإعادة توجيه الطائرة إلى مكان آخر".
ويشمل كلّ أمر جميع التعليمات المطلوبة للهبوط، بحيث تعرف ما يجب أن تفعله الطائرة دومًا، حتى في حال فقدان الاتصالات.
ويستطيع نظام "Reliable Robotics" أداء جميع مراحل الرحلة، ضمنًا الخروج من البوابة باتجاه المدرج، وكذلك الإقلاع والهبوط.
وأوضح روز أنّ المُشغّل البعيد سيستجيب للمكالمات اللاسلكية، ويتعامل مع الاتصالات الصوتية بطريقة فعّالة. ويستحيل معرفة عدم وجوده على متن الرحلة.
ماذا في حال حدوث خطأ؟
هناك ميزة واحدة على الأقل للتعامل مع حالات الطوارئ عن بعد.
وإذا فقد الطيّار السيطرة على الطائرة، فيمكنه إبلاغ مراقبة الحركة الجوية فورًا بموقعه وأوامره الأخيرة.
طائرات أكبر
وبمجرد أن يصبح النظام متاحًا تجاريًا، ستدخل الإجراءات الأمنية الأخرى حيز التنفيذ، ضمنًا البطاقة الذكية التي ستكون مطلوبة لتشغيل أي طائرة.
وسيعمل الطيّارون أيضًا من مركز التحكّم، حيث سيُراقبهم أشخاص آخرون.
وستتمتع طائرات الشحن عن بعد بالعديد من الآثار الإيجابية من حيث السلامة والنقص المستمر في الطيّارين.
وقال روز: "يؤدي النقص في عدد الطيارين إلى الضغط على عمليات الطائرات الأصغر حجمًا، لأن الطائرات الأكبر حجمًا تتطلب جميع الطيّارين، ويصبح من الصعب جدًا الحفاظ على العمليات باستخدام أساطيل الطائرات الأصغر حجمًا".
وأوضح جاك دبليو لانجيلان، أستاذ هندسة الطيران في جامعة ولاية بنسلفانيا، غير المعني في "Reliable Robotics"، أن الشركة حققت إنجازًا كبيرًا من خلال استكمال رحلة بدون طيّار.
ويوافق غاري كريشلو، رئيس المُحلّلين التجاريين لدى شركة الاستشارات "AviationValues"، على أن التكنولوجيا المستخدمة لتمكين العمليات غير المأهولة تعتبر مثيرة للإعجاب.
وحذّر من أنّ القفزة بين العمليات المأهولة والعمليات غير المأهولة على نطاق عالمي تعتبر كبيرة للغاية".
وتابع: "الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا فحسب، بل يتعلق أيضًا بالاقتصاد والسياسة المتمثلة في استبدال مجموعة من الأشخاص ذوي مهارات عالية بهذه التكنولوجيا.. إذا كان هناك أي شيء، فأنا أتوقع أن يكون التغلب على هذه العوائق أكثر صعوبة، من التغلب على العقبات التكنولوجية".