دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في حارة درويش الواقعة بمنطقة وسط البلد في العاصمة المصرية القاهرة، ستشعر وكأنك انتقلت بالزمن إلى أجواء رمضان عبر التاريخ (شاهد الفيديو أعلاه).
وتتوزع في الحارة جداريات تحمل صور لعمالقة الفن المصري مثل "كوكب الشرق" أم كلثوم، و"العندليب" عبد الحليم حافظ، والفنان أحمد ذكي، و"الكينغ" محمد منير، وشخصيات كرتونية مثل "بكار"، وهو طفل نوبي من جنوب مصر، ترتبط شخصيته في ذاكرة المصريين بالتزامن مع حلول شهر رمضان.
ولا تقتصر الزينة على الجداريات فقط، إذ سيلاحظ الزائر عبارات وطنية، وأقوال مأثورة من الموروثات المصرية، وكلمات أغاني قديمة كُتبت باللون الأبيض على ألواح زرقاء.
وبين معالم الزينة الرمضانية النابضة بالحياة، تبرز رسومات لخريطة الأراضي الفلسطينية، وعبارات مثل "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" للشاعر الفلسطيني محمود درويش، في إشارة إلى معاناة أهل غزة في الحرب.
وفي مقاطع فيديو انتشرت بشكل واسع النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، يسلط مدونو السفر وصناع المحتوى في مصر الضوء على أجواء الحنين إلى الماضي التي تمتاز بها حارة درويش في رمضان.
وبهدف نقل جمال حارة درويش إلى متابعيه، قال صانع المحتوى عبدالله منصور لموقع CNN بالعربية إنّ الحارة الواقعة في حي عابدين، تُعد "مثالا على شغف المصريين بالتنافس لإظهار شوارع مناطقهم بأبهى حلّة خلال شهر رمضان".
وتمكنّ شاب مصري يُدعى طه عبيد خلال رمضان الحالي، من تحويل حارة درويش، إلى موقع مميز بأجواء رمضانية، بهدف أن تُصبح أجمل حارة في رمضان لعام 2024.
وسعى مدون السفر المصري عمرو صلاح، من خلال توثيق أجواء حارة درويش وتجربة الإفطار الرمضاني فيها، إلى تسليط الضوء على جهود عبيد في تزيين الحارة ونشره رسائل إيجابية تعكس العديد من الذكريات الجميلة.
وأوضح صلاح لموقع CNN بالعربية: "كانت تجربة رائعة، من ترحاب أهل الحارة، إلى جمال المكان ومدى نظافته، شعرت بطاقة إيجابية في جميع أنحائه، ولمست روح رمضان الحقيقية في هذا المكان".
ونالت مقاطع الفيديو التي شاركها كل من منصور وصلاح إعجاب رواد منصة التواصل الإجتماعي "انستغرام"، إذ أشادوا بمدى بساطة وجمال المكان، وأراد العديد منهم معرفة كيفية زيارة الحارة للتجول فيها، وتجربة السحور وسط الأجواء الدافئة.
وبدأ عبيد مبادرة تزيين حارة درويش بالتعاون مع أهالي الحارة منذ نحو 7 أشهر، عندما انتقل إليها وافتتح متجرًا صغيرا لبيع القطع القديمة "الأنتيكات".