كشف خمسة من الأصدقاء عن آخر صورة احتفالية تجمعهم واظبوا على التقاطها كل خمس سنوات، منذ مدة أربعة عقود في المكان ذاته، عند بحيرة في كاليفورنيا.
والتقطت المجموعة، المكونة من 5 رجال، الصورة رقم 9 الأربعاء، بعد 40 عامًا على الصورة الأولى لهم عام 1982، في مقصورة تقع عند بحيرة كوبكو الممتدة على طول حدود ولايتي كاليفورنيا وأوريغون الأمريكيتين.
ولاقت صورتهم رواجًا كبيرًا على الانترنت قبل 10 سنوات، ومرة أخرى عام 2017، عقب نشر CNN موضوعًا تناول صورهم.
وأعربت المجموعة علنيًا عن خشيتها من أن تضم صورة هذا العام أربعة منهم فقط بدلاً من خمسة، منذ شروعهم بهذا التقليد في مرحلة المراهقة، بسبب تشخيص أحدهم بمرض السرطان.
وقال جون ديكسون، أحد الأصدقاء الخمسة، الذي يعيش في مدينة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا، حيث التقت المجموعة لأول مرة: "كنا قلقين من أن يكون هناك مكان فارغ على المقعد حيث اعتدنا التقاط صورتنا الجماعية".
وأوضح دالاس بورني، الذي يجلس في الوسط ضمن سلسلة الصور التي تكرّر وضعية الصورة الأولى للأصدقاء الخمسة، لـCNN أنه خضع لعملية إزالة ورم سرطاني كبير من ساقه اليسرى، عام 2019.
وسار بورني حول بحيرة كوبكو مساء الثلاثاء برفقة ديكسون وأصدقائهما مارك رومر كليري، وجون مولوني، ومضيفهم جون واردلو.
ولم يجتمع الخمسة معًا منذ صورتهم الأخيرة التي التقطت عام 2017، إذ حالت إصابة بورني بالسرطان وظروف الجائحة دون لمّ شملهم.
الطعام أولًا
لذا اجتمع الخمسة عشية التقاط الصورة التقليدية كل خمس سنوات، واحتفلوا بتناول شطائر التاكو.
يحشو واردلو اللحم في خبز التورتيلا ثم يقليها، وينجز هذه العملية وهو يرتدي قفازات ونظارات أمان للحماية من تناثر الزيت الحامي.
40 سنة مرت على هذا التقليد
بحلول منتصف نهار الأربعاء، حان وقت الحدث الرئيسي.
والتقطت المجموعة أحدث صورة لهم في يوم مشمس بلغت فيه درجة الحرارة 26 درجة مئوية، وكانت النتيجة أشبه بغلاف كتيب السفر.
وأخذ كل منهم مكانه ووضعيته، مع مراعاة الترتيب ذاته، المماثل للصورة الأصلية المأخوذة عام 1982، لاتقاط الصورة على كاميرا من طراز نيكون D800.
وفي الصور، يجب أن يضع رومر كليري قبعة إما على حجره أو ركبته، بينما يجب أن يحمل مولوني مرطبان صغير في يده اليمنى.
وقال بورني: "من الجيد أن نعود إلى هنا وندرك أنّ السرطان لن يقضي على ما نفعله".
وأثارت الروابط الوثيقة التي تربط بينهم وتعكسها الصورة الأخيرة، التي التقطت عام 2017، اهتمامًا كبيرًا بهذا الخماسي المسترخي.
وقال الرجال الخمسة لـCNN إنّ الصورة انتهى بها في معرض عن الصداقة أقيم بمتحف ألماني، كما عرضت صورتهم في مجلة "كاستكو".
مرة أخرى، انتشرت صورهم على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نالت تعليقات متفاوته حول مظهرهم.
قال واردلو: "هناك بعض التعليقات الغبية التي لا يمكنك وضعها في أي مقالات".
وأشار واردلو إلى تعليقات حول ظهور ثلاثة منهم من دون قمصان، بينما قال البعض أنهم بدوا في حالة جيدة حتى بعد تجاوزهم سن الخمسين.
العودة إلى البدايات
ويبلغ أربعة من الأصدقاء الخمسة 59 عامًا، بينما يبلغ رومر كليري 58 عامًا.
التقط الأصدقاء الخمسة، وجميعهم من خريجي مدرسة سانتا باربرا الثانوية، الصورة الأولى بالوضعية التي باتت مألوفة، أواخر سن المراهقة، مستخدمين الكاميرا التلقائية، عام 1982.
ويقضي الخمسة حفلات لم الشمل داخل مقصورة تطل على بحيرة كوبكو، التي بناها جد واردلو، عام 1970.
وعلى مر السنين، يلتقي الأصدقاء لممارسة صيد السمك، والتنزه، والشواء، وقطف التوت لصنع الفطائر، ويجرون المقالب ببعضهم.
ومن بين هذه المقالب، يتذكر مولوني طرق الجدران في وقت متأخر من الليل، وإلقاء مفرقعات نارية على غرفة النوم.
وديكسون هو الوحيد الذي لا يزال يعيش في مدينة سانتا باربرا، حيث يدير موقعًا سياحيًا على شبكة الإنترنت.
ويعمل مولوني كمصور، ويعيش في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا، بينما رومر كليري متقاعد ويعيش في بورتلاند بولاية أوريغون. واردلو يعيش أيضًا في ولاية أوريغون بمدينة بيند، حيث يعمل كمخرج أفلام ومصور.
أما بورني، وهو من قدامى المحاربين في القوات الجوية، فيدخل عامه الثالث والعشرين من التدريس في الخريف، شمال كاليفورنيا.
ويقول الناجي من مرض السرطان إنه لا يقلق بشأن مستقبل الصورة وصحته.
ويضيف أنه مع تقدمهم في العمر، أصبحوا أكبر سنًا وأكثر وزنًا قليلاً، وأن ما يقلقه أكثر سماع أنين المقعد تحتهم ذات يوم.
وأدى مثل هذا الحديث إلى تبادل الدعابات بين الأصدقاء، فيما عرض بورني صورة للورم الذي استؤصل من ساقه.
ضحك بورني مشيرًا إلى أن شكل الورم يشبه قطع اللحم مثلثة الشكل المشهورة في مقاطعة سانتا باربرا، وسط تأييد أصدقائه.
وبعد أربعة عقود من النكات والصداقة، كان من المناسب فقط أن يسخر الأصدقاء من الورم الذي كاد أن يفسد تقليد الصورة الخاص بهم.